كثيرا ما نسمع العديد من الأساطير التي تجعلنا نسير ونعيش معها اللحظة نظرا إما لجماليتها أو للمعنى المستفاد من الأسطورة ، فقد تكون مستقاة من خيال الإنسان أو من الواقع وكما هو معلوم أن الأساطير توجد في جميع المجتمعات، وهي دائما بمثابة أجوبة لمختلف تساؤلات العقل البشري ،حيث كان الشغل الشاغل للإنسان هو إيجاد ايجا بات للعديد من الأسئلة التي تراود باله والتي لم يستطيع أن يفسرها كسؤال من خلق الأرض؟ ولماذا تغيب الشمس وتشرق؟،خاصة وانه كان الإنسان يفتقد المعرفة اللازمة لتقديم إجابات علمية لانشغالاته وبهذا تكون الأسطورة وفق هذا التقديم بمثابة ذلك التعبير الثقافي لمعتقدات شعب معين أو قبيلة معينة كما أنها نوع من تاريخها ألشفاهي الذي لم يدون كما أنها تستجيب لرغبة الإنسان في العيش داخل عالم مفهوم ومرتب ومنظم. أسطورة بحيرة "اسلي وتسليت" هي الأخرى لا تشكل استثناءا على هذه القاعدة حيث تعد من ابرز و أروع الأساطير وأجملها والتي يعرفها سكان املشيل وقبائل ايت حديدوا ابا عن جد ، لأنها تعتبر احد أهم النماذج التراثية لايت حديدوا والتي لا يمكن لأي باحث في التراث أن ينكرها. فأسطورة العشق الممنوع كما يسميها الكثيرون هي نموذج لقصة حب ربطت بين شابين من قبليتين متناحرتين. وتتمحور أحداث هذه الأسطورة حول قصة حب وعشق عاشها شابان أحبوا بعضهما حبا حقيقيا إذ وصل حده الجنون حلمهما هو العيش تحت سقف واحد ، هما الشابان الذين ينحدروا من منطقة املشيل،( منطقة امازيغية تقع في الأطلس الكبير الشرقي المغربي، سكانها يتحدثون اللغة الامازيغية من شيهم الجود والكرم والأخلاق ) "ايسلي " و"تسليت" العريس والعروسة بلغة أهل المنطقة الشاب من قبيلة ايت براهيم والشابة من قبيلة ايت يعزا اللتان كانت تعيش صراعات كبيرة ومعقدة نتيجة خلافات بسبب أراضي الرعي والمياه حيث وصل بهم الأمر حد منع الزواج بينهما بسبب هذه العداوة، الشيء الذي لم يوفر لحب الشابان ظروفه الجيدة حيث بمجرد ما إن اخبر الشاب عائلته عن حبه وعلاقته بالشابة وإلا ونبهته بضرورة نسيان الأمر وان المسالة صعبة ولن تجد الطريق للتطبيق ، إلا أن حبه المجنون بالفتاة كان كبيرا الشيء الذي دفعه إلى إن يطلب يد الفتاة لكن محاولته هاته تكللت بالفشل حيث لم يكتب القدر لعشقهما النجاح وقبل طلبه بالرفض من العائلة ومن أهل الشابة على حد سواء وذلك بمبرر إن القبليتين تعيشان صرعا حقيقيا وان زواجهما لا تقبله تقاليد المنطقة وهو أمر مرفوض وغير مقبول. "ايسلي" و "تسليت" بطبيعة الأمر لم يتقبلوا إن يمنع عشقهم لأي سبب كان فقط لان حبهم خارق للعادة ولا يقبل النقاش حيث عاشوا أزمة عاطفية ، نتيجة قرار المنع الذي صدر في حق حبهما انه "العشق الممنوع". لم يستطيعوا إن يتحملوا منع عشقهما البريء من كل الخلافات التي كانت بين القبيلتين وشرعوا في البكاء واذرفوا دموعا كثيرة تشكلت بفضلها بحيرتان الأولى التي جاءت مؤنثا حسب تسميتها لدى أهل المنطقة الذين يتحدثون الامازيغية "تسليت" وهي العروسة التي تقع قرب قبيلة ايت يعزا جوار قرية املشيل (حوالي 6 كيلومتر) و بحيرة "ايسلي" وهي العريس الذي يقع في المجال الجغرافي لقبائل ايت براهيم وهناك رواية أخرى تقول إن كل من العاشقين غادرا قبيلته في اتجاه الجبال فاغرق الشاب نفسه في بحيرة تسمى ألان بحيرة "ايسلي" بينما أغرقت الفتاة نفسها في بحيرة تسمى "تيسليت " لكن مهما اختلفت الراويات إلا إن المعنى يبقى واحد لا يقبل الاختلاف هو إن البحريتان لهها ارتباط وثيق بقصة عشق ممنوعة كانت نهايتها نهاية تراجيدية وما تزال أثار هذه الأسطورة قائمة إلى يومنا هذا حيث توجد بمنطقة املشيل بحيرتان "ايسلي "وتسليت " تعدان من أهم الأماكن السياحية التي تتوفر عليها المنطقة والتي يعرفها القاصي والداني.وبهذا تكون أسطورة العشق الممنوع احد أهم النماذج لقبائل ايت حديدو قاطبة *طالب بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية