توج ثلاثون زوجا ينحدرون من قبائل منطقة إملشيل (إقليم ميدلت) اليوم الخميس بالقرب من الولي الصالح سيدي محمد ألمغني زواجهم خلال حفل جماعي عقد في إطار موسم الخطوبة إملشيل الذي يستمر حتى 25 من الشهر الجاري. وجرى هذا الحفل، الذي تميز بحضور عامل إقليم ميديلت، السيد علي خليل ، في جو احتفالي ، وفقا لعادات وتقاليد القبائل في المنطقة ، مكرسا في الوقت ذاته تقليد اجتماعي يضرب بجذوره في عمق التاريخ بهذه المنطقة ومخلدا لأسطورة الحب الأبدي بين إيسلي (العريس) وتسليت (العروسة). وتقدم العرسان، وهم يرتدون أفضل أزيائهم الأمازيغية التقليدية ، أمام "العدول" لإضفاء الطابع الرسمي على علاقتهم. كما استمتع حشد كبير من مختلف الجنسيات ، بإيقاعات شعبية لفرق أحيدوس وآيت حديدو التي تتغنى بتقاليد الزفاف الأمازيغي. ويعرف موقع الموسم، الذي يقع على بعد حوالي 20 كيلومترا من مدينة إملشيل، وهو عبارة عن سوق تقليدي كبير، نشاطا اقتصاديا مكثفا خاصة سوق الأغنام والإبل. ويضم موقع الموسم (ليضوض بالأمازيغية) معرضا للمنتجات المحلية ، نظم بمبادرة من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت والنسيج الجمعوي بالمنطقة. وعلى هامش الموسم تنظم جمعية أدرار العديد من الأنشطة الثقافية بما في ذلك مائدة مستديرة حول "دور الجمعيات والتعاونيات في التنمية المستدامة ". وفي هذا الصدد يقول رئيس الجمعية السيد هرو أبو شريف إنه "يجب بذل مزيد من الجهود للحفاظ على هذا موسم الخطوبة الذي يجب أن يكون لقاء حيث تتظافر جهود جميع الفاعلين التنمويين بالمنطقة لوضع مخططات عمل خاصة بها" . وتعود جذور إحياء موسم إملشيل إلى أسطورة رومانسية تحكى عن شاب من قبيلة آيت إبراهيم أغرم بفتاة من قبيلة أيت عزة، إلا أن العلاقة غير الودية التي كانت تسود بين القبيلتين حالت دون إتمام زواج الشابين. فبكى كل من العشيقين على حدة رفض الأبوين وشيوخ القبيلة (إمغارن) عقد قرانهما إلى حد أن دموعهما كونت البحيرتين التوأم "إسلي" و"تيسليت" . وبرمجت مساء اليوم أمسية موسيقية تنشطها فرق الشعبية من المنطقة ، وذلك ضمن مهرجان "موسيقى الأعالي" ، المنظم بمبادرة من مركز ابن زياد طارق.