ظاهرة خبيثة تعكس " الكبت الجنسي" الذي وصل إليه بعض "الذكور" في دولة إسلامية ذات مرجعية دينية، حيث نجد هذه الفئة تستغل وضعية "الإزدحام" التي تشهدها حافلات المغرب، في ظل تدهور قطاع النقل، لإفراغ نزواتهم الجنسية، متناسين بذلك العبارة القائلة "كما تدين تدان". هل يعقل أن نكون قد وصلنا في تفكيرنا وتصرفاتنا إلى هذه المرحلة من التخلف، لنصبح كالحيوانات، لا نظام يؤطرنا ولا مرجعية إسلامية نستحضرها خوفا من الله عز وجل، وعقابه الشديد في الدنيا قبل الآخرة. شاهدت حالات كثيرة في "الطوبيس"، فئات عمرية مختلفة ترى من الحافلة فرصة لا يمكن تفويتها، صباحا ومساء حيث يقوى الإزدحام لقضاء رغبات حيوانية لا يمكن فهمها أو استيعابها، المراهق يفعل والذكر اليافع البالغ الراشد بقواه العقلية يفعل، والستيني الذي ترى على جبينه بصمة وقار يفعل، الأغلبية تفعل... لكن المسألة الأكثر تعقيدا، على مستوى الفهم قبل تفسير الواقعة في حد ذاتها، حينما ترى ذكرا متزوجا وله أبناء يفعل، يفتح "سلسال سرواله" بمجرد صعود الحافلة ليطبق ما سيملي شيطانه ذاك اليوم، "أنت حيوان وكلمة إنسان بزاف عليك، نسيتي بأن عندك أم، أخت، زوجة... تخايل يدار ليهم كيفما تدير لبنات الناس اقليل التربية". لا أعلم حقيقة لماذا إلى حد الآن، لم يتم تطبيق مضامين "العريضة" التي تقدمت بها الكاتبة المغربية "مايسة سلامة الناجي"، حين طالبت بوضع حافلات خاصة بالنساء وأخرى للرجال، الرافضين والرافضات للإختلاط وما ينتج عنه من معاصي ورذائل يصعب تقبلها في مجتمع أقر بمرجعيته الإسلامية في دستور 2011 . إن كانت الحضارة التي نستمدها من الغرب تتناقض مع ما أنزل من رب العالمين، فمرحبا بالتخلف لأن معه سنضمن "العز والحفاظ على الشرف"، فما معنى أن تصعد محتجبة الحافلة وتجد الأعين تتدارس درجة فطنتها وذكائها، أو إمكانية غبائها وطمسها في فهم النوايا التي قد تتحول في لمحة بصر إلى أفعال خبيثة مصدرها ذكورا يعانون "الكبت الجنسي".