مع بداية كأس إفريقيا للأمم، يقبل المغاربة من جديد على باعة الأوهام، يشترون أوهاما معلبة يحتضنونها بدفئ، وحين تحولها الأيام إلى بضاعة زائفة، يصرفون النظر ولا يحصون خسائرهم المعنوية، باعة الأوهام لا تطاردهم "هراوات" رجال القوات المساعدة، ولا يؤدون رسوما جبائية، ولا يتظاهرون أمام العمالات من أجل المطالبة بأسواق نموذجية، لأن الطلب أكثر من العرض. في بداية 2017 أقبل المغاربة على وهم كبير اسمه منتخب أسود الأطلس، بعد أن تحدث الكل عن منتخب قادر على الفوز بكأس إفريقيا ولما لا كأس العالم، وبدء الإعلام الرسمي بالدعاية لهذا المنتخب العظيم ونجومهه المحترفين وغير المحترفين، لكن المباراة الأولى مع منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية أظهرت بأن الإعلام الرسمي باع لنا وهما معلبا بأحدث الطرق الجديدة، وأيضا باعت لنا جامعة كرة القدم أقراص أوهام نتناولها كلما انتابتنا أعراض الخوف والغضب. فقد خرج باعة الأوهام المتجولون ذات صباح وهم يروجون في الأزقة، لخرافة مدرب اسمه هيرفي رونار الذي يعتبر منتوج فاسد ومنتهي الصلاحية، وكشف لقاء الكونغو عن أخطاء الصنع والتدريب في المدرب، وخير دليل على ذلك عواقب الإصابة بفيروس الهزائم جراء استعمال هذا المدرب الذي حقق المعجزة الكروية مع منتخب زامبيا. مع مرور الأيام تتبخر الأوهام ونخرج من كل المنافسات صاغرين بعد أن نتلقى الصفعات على خدودنا ذهابا وإيابا. في كل مرة نبتلع الطعم، واستقر الحلم في أحشائنا، لكن ما قاله باعة الوهم مجرد نية، لذا علينا أن نتسلح بالنية ونبيت مع الحية انسجاما مع المثل العامي، ونخشى أن تكون كل المشاريع المقبلة في بلدنا الحبيب مجرد أوهام مثل الاحتراف في البطولة، وسيصبح بمقدورنا كمستهلكين رفع دعوى قضائية على الباعة المتجولين واتهامهم بترويج سلعة زائفة.