الشريط لأحد القياديين داخل المخابرات الروسية يشرح كيف كانت الاتحاد السوفياتي تعمل على أضعاف الدول باستعمال اُسلوب التخريب الايديولوجي. و الهذف تخريب القيم داخل المجتمع ، التفكيك وغسيل دماغ الناس حتى يصبحوا عاجزيين فكريا لم يعد بإمكانهم التوصل إلى استنتاجات معقولة حول أي شيء. و يصبح التأثير التحكم في فكر المواطن سهلاو يتم تميع كل شئ داخل المجتمع و يصبح التقليد الأعمى هو السائد. صرح يوري بزمينوف، رجل المخبرات السوفياتي الدي فر الى الولاياتالمتحدةالامريكية سنة 1970، في حوار متلفز سنة 1983 ان KGB كانت تحضر تقارير حول الأفراد الذين لهم دور فعال في التأثير على الرأي العام ، خاصة الناشرين، والمحررين والصحفيين والممثلين والتربويين وأعضاء البرلمان وممثلي دوائر الأعمال. كانت التعليمات الصادرة هي التأكيد على الوصول للدوائر الأعلى وسائل الإعلام و من يطلق عليهم المثقفين (النخبة). المخابرات السّوفياتية كانت تصطاد و تقوم بتجنيد من يفتقرون إلى المبادئ الأخلاقية الذين هم إما طامعين أو من يعتبرون أنفسهم فوق الجميع و يعانون من إحساس مفرط بأهميتهم.. هؤلاء كان يطلق. عليهم لقب اللاغبياء المفيدون Useful Idiots. لان غباء اغلبهم يجعلهم عجبنا في أيادي القوات الخارجية و يؤدون هذا الدور ببراءة . الدول المهيمنة على العالم وصلت الى خلاصة ان الحرب مكلفة وتكبدهما خسائر مادية و بشرية. لذى التجأت الى التخريب الأيديولوجي كوسيلة للسيطرة على الشعوب.ليس فقط الدول الغربية الوحيدة التي تستعمل هذا الأسلوب في التحكم ،الدول الخليجية نجحت بشكل كبير في تخريب ثقافة الشعوب. خلال نهاية السبعينات استثمرت هذه الدول اموالا طائلة في نشر الفكر الوهابي في كل الدول العربية و الاسلامية. النتيجة هي ما نعيشه في السنوات الاخيرة من انتشار أفكار غريبة في مجتمعاتنا . نجاح التخريب الايديولوجي يرجع الى تواجد و بكثرة هذه المجموعة من اللاغبياء المفيدون Useful Idiots .هذه المجموعة تلعب دور مهم جدا في تنفيد الأوامر و المساهمة في نشر أفكار و ممارسات غريبة داخل المجتمع. كما ان ها تقوم بدور في التأثير على الرأي العام و التركيز على القظايا الثانوية و العمل على خلق التفرقة بين مكونات المجتمع. دور الاغبياء المفيدين هو تغيير نظرة الشخص للواقع لدرجة أنه على الرغم من وفرة المعلومات لا يصبح قادرا على التوصل إلى أية استنتاجات منطقية لمصلحته الشخصية أو مصلحة الدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم ، مجتمعهم ، وبلادهم. وعن مصير هؤلاء "اللاغبياء المفيدين "قال المخبر السوفياتي: ما اكتشفته وأرعبني بصفة شخصية أن في قوائم المرشحين للاغتيال أسماء صحفيين وأشخاص كانوا مواليين لنا. لماذا؟ معظم الحمقى المفيدون يخدمون هدفا واحد في مرحلة "زعزعة الاستقرار" وعندما يتم الانتهاء من العمل فهم لا شيء، ليست هناك حاجة لهم أكثر من ذلك. وهم يعرفون أكثر من اللازم. وعندما تخيب آمالهم يصبحون من أشد أعداءك. (كم شخصا ساعد الانقلاب وانتهى به الأمر في سجون الانقلاب أو مطرودا من جنته.إن هذه الأمور تحدث بنفس النمط في كل مكان. في اللحظة التي ينهي الحمقى المفيدون من اداء مهمتهم ويتم استنزافهم يكون مصير "اللاغبياء المفيدون" إما الإعدام ، أو المنفى أو السجن. أولى أساليب التخريب الأيولوجي هو اسقاط الاخلاق و نزع الروح المعنوية من المجتمع.حيث يعمل هذا الاسلوب في خمسة حقول و هي الدين و التعليم و الحياة الاجتماعية و القانون و النظام ، ضمن ثلاث مستويات و هي الافكار و الهياكل و الحياة بشكل عام .حيث أنّ هذا الاسلوب يحتاج 15 و20 عامًا، لأنها المدة المطلوبة لتعليم وتخريج جيل واحد من الطلبة المحملين بأيديولوجيا المخرّب subverter في الدولة المستهدفة او العرق المستهدف . على مستوى الأفكار :يعد أعلى مستويات التخريب وأكثرها فاعلية، فالأفكار هي التي تؤدي إلى التغيرات الضخمة في مسار التاريخ، ومن أهم أهداف هذا المستوى هو التركيز على الدعائم الفكرية التي ترتكز عليها الدولة المستهدفة كالدين والتعليم والإعلام والثقافة.