في ظل تواري الهيآت السياسية و المدنية و توجهها نحو الاختباء وراء اليافطات المناسباتية ، أضحى دور " المبادرة الوطنية للتنمية البشرية " محوريا في تأطير المجتمع بكل فئاته خاصة الشباب و النساء و ذوي الدخل المحدود و المهنيين ، و لعل في مناسبة الذكر 13 لانطلاق هذا الورش الوطني الكبير مناسبة لرصد أهم المحاور التي استغلت عليها الجهات المعنية بهذه المبادرة على إقليمالعرائش على مستوى عدد الشركاء و عدد المشاريع المنفذة ، فعلى سبيل الحصر : إنّ حصيلة تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعدت 280 مشروعا حيث استفاد منها ما يفوق 100000 مستفيد و مستفيدة بمبالغ تقدر 256000000,00 درهم سامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ما يتجاوز 162000000,00 درهم ، همت هذه التدخلات مختلف القطاعات من فلاحة و تجارة و سياحة و مراكز صحية و سيارات اسعاف و تجهيزات و ادوات طبية و التعليم من دور الطلاب الى تكوين القدرات الى البنيات التحتية من ماء و كهرباء الى تنشيط سوسيو ثقافي و رياضي و ملاعب القرب …. الى غير ذالك من الحاجيات الاساسية . فقطاع التعليم مثلا عرف مرفقات دور الطلاب في كل من تطفت و العوامرة و بني جرفط و بني عروس و ريصانة الشمالية و العرائش و القلة و زوادة …فقد بلغ عدد المستفيدين ما يفوق 500 طالب بمبلغ اجمالي قدره 25000000 درهم ، اضافة الى الى النقل المدرسي التي بلغت كلفته 20000000 درهم ثم شملت برنامج مليون محفظة لتبلغ كلفت 14000000 درهم ، ثم تجهيزات تهم نفس القطاع بمبلغ 6000000 درهم . و من جهة بلغت تمثلية الشباب في أجهزة الحكامة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنسب هامة ، فمثلا اللجنة الاقليمية بلغت مشاركة الشباب بنحو 20 \ و في اللجان المحلية بنسبة 15 \ و فرق التنشيط بنسبة 50 \ ، مما يعد مؤشرا هاما و مواكبة صحية للمتغيرات القانونية و الدستورية بالبلاد. و نشير كذالك الى عدة برامج من بينها "برنامج تأهيل الباعة الجائلين " ، الذي عرف استفادة المواطنين من مختلف الاصناف كبائعي : الخضر و السمك و الملابس و اللحوم البيضاء …وغيرها بعدد تجاوز 1120 مستفيد و مستفيدة ، كما تعدد الانشطة المدرة للدخل بحولي 93 نشاط مدر للدخل بمبالغ قدرت حولي 35,5 ملون درهم ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنسبة مالية قدرها 29 مليون درهم ، و غرها من الانشطة خصت كل المجلات و القطات و الفئات. إن هذا النفس التنموي الذي استطاع أن ينأى عن كل استغلال سياسوي بإشراف شخصي من السيد العامل و السيد الكاتب العام بالعمالة قد وصل الى مستوى اعطاء النتائج و التأثير العميق داخل مدينة العرائش ، بعدما تفرغ بعض سياسيوها و موظفيها الى البحث عن صيغ أكل الكتف و الضحك على الذقون . إن الأمل كما يقول الاستاذ "عبد المالك يشو" : مرهون بأفكار جديدة و نخبة سياسية جديدة تستطيع مواكبة الأسئلة الحارقة المطروحة داخل العرائش ، و تكون واجهة حقيقية للتعبير و تقعيد ما يصبو له كل مغربي و طني حقيقي بعيد عن ثقافة "جطِي جْطًك ". فالعرائش يمكنها أن تجد لها مكانة راقية و يمكن لتدبيرها أن يستقيم إذا ما تظافرت جهود الجميع ، و لا يمكن لهذه المدينة ألا ان تستمر عرجاء مادام الثقل ملقى على مبادرات العمالة وحدها في غياب للمجلس البلدي . إنّ الفاعلية التي يُدار بها ملف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعرائش يؤرق بعض اللاهوطيين و الاهتين وراء الريع ، نظرا للصرامة المعمول بها في مثل هذه الملفات و هو ما جلب على العاملين فيها كل أنواع السخط و التآمر السياسي كما هو نصيب كل مغربي يعمل لهذا الوطن و يؤمن بالمبادرات العليا لخدمته .