المفاوضات أو فن التفاوض كما تعرفت عليها بشكل دقيق من خلال الدراسات المعمقة في التقنيات البديلة لحل المنازعات تقتضي من المفاوض الذي يسعى للوصول إلى اتفاق أن يتيح للفريق التفاوضي الآخر مساحة ربح يتفاوض من أجلها، علما أن المفاوضات لا يمكن أن تنجح أو حتى أن تبدأ إذا لم تكن هناك مصلحة مشتركة للفريقين المتفاوضين .. كما يجب الإشارة إلى أن فقدان المتفاوض لموقفه التفاوضي سواء الأصلي أو المعدل ينتج عنه إما توففه عن التفاوض أو إعلان قبوله للحل المعروض عليه، و في هذه الحالة لا يمكن القول أن الحل المتوصل إليه قد نتج عن مفاوضات لكن ناتج عن تنازل كلي مبني على أسباب لا يمكن لصاحبها أن يقبلها في الأحوال العادية نظرا لأن المفاوضات يشترط لسلامة سيرها أن تحتفظ بعناصرها الأساسية و هي الفريق التفاوضي و الموقف التفاوضي و الهدف التفاوضي و المصلحة المشتركة محل التفاوض. و في الأخير أود أن أشير إلى أن المفاوضات لا تشترط لإعلان نجاحها أن يكون الحل متوازن بين الأطراف المتفاوضة بل يشترط فقط أن يكون الحل مبني على تنازلات مدروسة و نابعة من الإرادة الحرة للفريق التفاوضي من أجل الوصول إلى حل متفق عليه و يستجيب لمتطلبات الموقف التفاوضي سواء في الجانب المعلن عنه أو في الجانب في الغير المعلن عنه... يتبع .. متخصص في التقنيات البديلة لحل المنازعات