علمت جريدة "العمق"، أن قادة حزب الأصالة والمعاصرة اتفقوا على دعم ترشيح رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش لمنصب الأمين العام للحزب، لخلافة الأمين العام المستقيل إلياس العماري. ووفق مصادر الجريدة، فإن الاتفاق على اسم بن شماش لرئاسة الأمانة العامة للحزب جاء بعد نقاش كبير بين أعضاء المكتب السياسي للحزب، مشيرة أن الياس العماري كان يبذل قصارى جهده من أجل قطع الطريق على بن شماش. وأوضحت مصادر الجريدة أن العماري اقترح تحديد سن الترشح للأمانة العامة في 45 سنة من أجل حرمان بن شماش من الترشح، إلا أن أعضاء المكتب السياسي رفضوا المقترح، مشيرة أن العماري كان يحاول ترشيح أسماء شابة من أجل التحكم فيها. إلى ذلك، أصدر بن شماش وثيقة عنونها ب "إعلان النوايا"، أبرز فيها الخطوط العريضة لمجموعة من الإجراءات الاستعجالية التي يمكن أن يقوم في حالة حصوله على منصب العام، والتي على رأسها المساهمة في حماية مشروع "البام" المجتمعي من المخاطر السياسية التي تهدده. وتشير الوثيقة التي حصلت عليها جريدة "العمق"، أن بن شماش يعتزم استكمال ورش التنظيم الحزبي، من أجل أداة حزبية قوية والمساهمة في إعادة بناء النسيج الوطني للوساطة الحزبية والمدنية؛ والمساهمة في بلورة أجوبة واقعية بشأن التحديات والقضايا المفصلية التي يطرحها علينا مجتمعنا في تحولاته ودينامياته. كما يعتزم بن شماش جعل الحزب يُساهم في البناء التشاركي الوطني للنموذج التنموي الجديد؛ وتطوير الممارسة التشريعية والرقابية من موقع المعارضة المسكونة بهواجس البناء لا الهدم، وامتلاك شجاعة وفضيلة الوعي بمخاطر الشعبوية والتصدي لها ولآثارها المدمرة. وتعهد المرشح المحتمل لرئاسة البام، لأعضاء الحزب بالاستمرار في توسيع وتنويع عروض العضوية الحزبية وتفعيل وضع المناصرين؛ وإعادة تعريف العلاقة بين المكتبين السياسي والفيدرالي على قاعدة الوضوح التام في الاختصاصات والتكامل في الوظائف والادوار، واستكمال هيكلة البنيات الترابية وهيئاته القطاعية والمهنية للحزب قبل 31 ديسمبر 2018. كما أعرب عن التزامه باتخاذ تدابير إرادية تتجاوز الحصص المنصوص عليها في النظامين الأساسي و الداخلي للحزب في مجال تمثيلية النساء والشباب؛ وإرساء إطار للتخطيط الاستراتيجي في مختلف مهام البرمجة والإدارة والتدبير الحزبي و ذلك قبل 31 ديسمبر 2018؛ والالتزام بتوفير الوسائل البشرية والمادية واللوجيستيكية الضرورية لضمان تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية داخل أشغال الحزب وفي ممارسة جميع اختصاصات أجهزته قبل 31 مارس 2019. وتعهد بن شماش أيضا بإرساء التزام رئيسات ورؤساء جميع الجماعات الترابية التي يسيرها الحزب (جهات، عمالات أقاليم، جماعات) في أجل لا يتجاوز سنة، بتجديد تأليف الهيئات الاستشارية التشاركية المنصوص عليها في القوانين التنظيمية للجماعات الترابية وتطعيمها بفاعلين وهيئات وأنسجة مدنية ذات مصداقية، ووضع اتفاقات موضوعاتية مع الأنسجة المدنية العاملة في مجال التنمية الديمقراطية والمواطنة من أجل إنجاز مبادرات وساطة في بعض القضايا المتعلقة بالولوج إلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وأوضح بن شماش أن الأهداف التي يقترح أن تكون أرضية مشتركة لعمل الحزب غفي المستقبل، تندرج في إطار تثمين المكتسبات السياسية والتنظيمية والانتخابية المحققة في ظل ولايات القادة الذين تعاقبوا على تحمل مسؤولية الأمانة العامة، مبرزا أن تلك الأهداف تمثل أيضا أجرأة للخيارات الأساسية لهوية الحزب وتوطيد موقعه كحزب سوسيوديمقراطي، منتم لوسط اليسار، مؤسس على اختيارات وقيم المشروع الديمقراطي الحداثي على النحو المبين في الوثائق التأسيسية للحزب.