عرفت أول انتخابات بلدية تشهدها تونس اليوم الأحد إقبالا ضعيفا على صناديق الاقتراع، ربطه بعض المراقبين بوجود حالة من عدم الثقة، والإحباط لدى الناخبين تجاه الطبقة السياسية وبرامجها. وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، في ندوة صحفية عقدتها ظهر اليوم الأحد 6 ماي 2018، بمركزها الإعلامي في قصر المؤتمرات بالعاصمة، أن العدد الجملي للناخبين وصل إلى حدود الساعة الثالثة بعد الظهر، 1 مليون و89 ألفا و359 ناخبا. وأفادت هيئة الانتخابات، بأن نسبة الإقبال على الانتخاب على المستوى الوطني، تكون بذلك قد بلغت 21 بالمائة حتى الساعة الثالثة بعد الظهر، مبينة أن نسبة الإقبال في البلديات الجديدة المحدثة بلغت 22 بالمائة. وقررت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس إعادة إجراء الانتخابات بدائرة المظيلة، الواقعة بمحافظة قفصة، جنوب، بعد تسجيل أعمال عنف حيث تعمد البعض كسر صندوق الاقتراع وتعطيل عملية التصويت وتسجيل تبادل للعنف بين رؤساء القائمات المترشحة خارج مراكز الاقتراع، مما منع الناخبين من التصويت، وهو ما حدا بالهيئة إلى إيقاف عملية التصويت في مناسبتين. وفي السياق ذاته، شككت حركة "نداء تونس"، اليوم الأحد، في شرعية ونزاهة الانتخابات البلدية، الجارية، على ضوء ما وصفتها ب"التجاوزات الخطيرة" التي شابت التصويت في عدد من مكاتب الاقتراع ببعض محافظات البلاد، محذّرة من إمكانية أن تؤدي إلى انهيار "المشروع الوطني". وأكدت الحركة في بيان أنها "عاينت من خلال التقارير الواردة عديد التجاوزات الخطيرة الموثقة في مختلف محافظات البلاد، والتي تؤثر بشكل مباشر على مصداقية وشرعية العملية الانتخابية، لا سيما مع الموقف السلبي للهيئة العليا للانتخابات وفروعها الجهوية التي اكتفت بالصمت تجاه هذه التجاوزات". و حذّرت الحركة، وهي الحزب الحاكم في تونس، مما أسمته ب"الانعكاس الخطير لهذه التجاوزات الجدية"، مبديةً استغرابها من "الصمت المريب من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات". يذكر أن حركتي النهضة والنداء حليفان في الحكومة، لكنهما يتنافسان بشراسة على 350 مجلس بلديا في سباق يضم 1055 قائمة حزبية و159 قائمة ائتلافية و860 قائمة مستقلة.