انطلقت مساء اليوم الجمعة بتطوان، الاحتفالات الرسمية بتنصيف "الحمامة البيضاء" ضمن شبكة المدن المبدعة عبر العالم من طرف منظمة "اليونيسكو" كأول مدينة مغربية وتاسع مدينة إفريقية تحضى بهذا التصنيف، وذلك في جلسة افتتاحية حضرها 3 وزراء ومسؤولين من المغرب وخارجه، فيما ينتظر أن تشهد المدينة طيلة 10 أيام عدة تظاهرات فكرية وثقافية وفنية. وجرى بساحة الفدان وسط المدينة، مساء اليوم، افتتاح القرية التضامنية للمعرض الأول لربيع الحرف والصنائع، بحضور كل من وزير السياحة محمد ساجد ووزير الاتصال والثقافة محمد الأعرج وكاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية جميلة المصلي، ورئيس جماعة تطوان محمد إدعمار، ورئيس وكالة تنمية وإنعاش الشمال، ورئيس المجلس الإقليمي لتطوان، وبرلمانيين ورؤساء المجالس الترابية وهيئات المجتمع المدني، إضافة إلى ممثلين عن منظمة اليونيسكو وهيئات بمدن أجنبية. وزير السياحة والنقل الجوي محمد ساجد، اعتبر أن منظمة "اليونيسكو" أنصفت تطوان بهذا التصنيف، قائلا في هذا الصدد: "هنيئا لتطوان وسكانها بهذا التصنيف الذي هو تصنيف عادل بحق مدينة مبدعة برجالها ونسائها ومثقفيها وفنانيها ومبديعها وحرفها ولهجتها اللطيفة والجميلة وصناعتها التقليدية". وأشار الوزير في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للاحتفالات بمقر عمالة تطوان، مساء اليوم الجمعة، إلى أن التصنيف جاء ليقوي التراث الثقافي والمعماري والحضاري للمدينة، والذي برز اليوم بصفة متميزة من خلال العمل الجبار المبذول في المنطقة، ما أثمر في النهاية عن اختيارها ضمن المدن المبدعة في العالم". اقرأ أيضا: هذه أول مدينة مغربية تصنفها اليونيسكو ضمن "المدن المبدعة" بالعالم وتابع قوله: "المغرب وكل المغاربة يفتخرون بالتراث الثقافي والمعماري والفني والتقاليد العريقة لتطوان، وقد بُذل مجهود كبير لإعادة هيكلة المدينة العتيقة وإبراز التراث العمراني والثقافي كعاصمة للمنطقة الشمالية، لذلك تصنيفها كمدينة مبدعة هو إنصاف لها باعتبارها أول مدينة مغربية تحضى بهذا الشرف". وكانت منظمة اليونسكو العالمية، قد أعلنت أكتوبر الماضي، عن انضمام تطوان إلى قائمة المدن المبدعة في العالم، باعتبارها مدينة مبدعة في مجال الصناعة التقليدية والفنون الشعبية، لتكون تطوان أول مدينة مغربية تنضم إلى هذه القائمة العالمية، إلى جانب 180 مدينة من 72 بلدا عبر العالم، وذلك بعدما كانت اليونسكو قد صنفت عام 1997 تطوان ضمن التراث العالمي. من جهتها، اعتبرت كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي جميلة المصلي، أن تتويج تطوان هو تتويج للحرف التقليدية المغربية، وتأكيد على أن المغرب يملك موروثا ثقافيا متميزا، مشيرة إلى أن تطوان هي "مدينة عريقة ذات تاريخ رسخ مفهوم التلاقح الثقافي بين مختلف الأيان والثقافات، خاصة مع الهجرة الأندلسية لتطوان، وهو ما أعطى هذا التمازج والحضارة والفن". وأضافت في كلمتها، أن هذا التصنيف هو "تتويج مستحق للأسر العتيقة والكبيرة بالمدينة العتيقة لتطوان، والتي فتح جزء منها منازله للمتاحف والمؤسسات الثقافية والفنية"، منبهة في الوقت ذاته، إلى أهم تحدي مطروح في الصناعة التقليدية، وهو إشراك الأجيال، مردفة بالقول إن حضور التلاميذ والجمعيات في معرض الصناعة التقليدية بتطوان، يكرس إشراك الأجيال، خاصة وأن هناك مهنا مهددة بالانقراض. اقرأ أيضا: "لاراثون" الإسبانية: المدينة العتيقة لتطوان الأفضل في المغرب بلا منازع وزير الاتصال والثقافة محمد الأعرج، قالت في كلمته إن تطوان سبق أن أُعلنت كمنصة للتتويج الدولي بتصنيفها من طرف "اليونيسكو" كتراث عالمي في العام 1997، ليأتي تتويج آخر بعد عقدين من الزمن، عبر تصنيفها كمدينة مبدعة في العالم، وهي خطوة مستحقة للمدينة وسكانها، حسب قوله. ولفت الوزير إلى أن تطوان كانت دائما منارة ثقافية من خلال مناسبات ثقافية وفكرية وطنية ودولية، سواء من خلال مهرجان الشعراء أو الكتاب أو السينما أو المسرح ومختلف التظاهرات، مشيرا إلى أن المدينة تعيش على وقع "غزارة المؤهلات في الصناعة التقليدية والتراث الشعبي"، على حد تعبيره. وأصبحت تطوان بهذا التصنيف العالمي الجديد، ثالث مدينة عربية تحضى بهذا التشريف الأممي، بعد مدينتي تونس والقاهرة، وتاسع مدينة إفريقية بعد كل من تونس والقاهرة ومدينتي كيب تاون ودوربان الجنوب الإفريقية، وسوكود بالتوغو، وبرايا بالرأس الأخضر، وبورتونوفو بالبينين، وواغادوغو بوركينافاسو. بدوره، قال عامل تطوان يونس التازي، إن هذا التصنيف أعطى وهجا جديدا للإشعاع الثقافي لتطوان، وهو ما يشكل حافزا لانطلاقة جديدة لهذا الإشعاع في مختلف المجالات، داعيا إلى الانخراط فيه بصفة تشاركية باعتباره مسؤولية الجميع، مبرزا أن المدينة "تتميز بعناية خاصة من طرف الملك، أعطت دفعة مهمة وغيرت وجه المنطقة الشمالية، تنضاف إلى غنى تراث المدينة". اقرأ أيضا: العاهل البحريني يثني على تطوان ويشيد بدور الملك في المجال الثقافي رئيس الجماعة الحضرية لتطوان محمد إدعمار، اعتبر في كلمة له أن حضور الوزراء لهذا الحفل زاد التتويج وهجا، مشيدا ب"جهود مختلف الجهات التي جعلت ملف تطوان قويا في الصناعة التقليدية والفنون الشعبية"، مشيرا إلى أن "التحدي الآن هو الحفاظ على هذا التصنيف عبر دعم الصناع التقليديين وتأطيريهم وإبراز أن ما يقومون به مهم جدا للمدينة". وأشار إلى أن تصنيف تطوان ضمن المدن المبدعة في العالم كأول مدينة مغربية والثالثة عربيا وال 64 على المستوى الدولي، هو اعتراف من اليونيسكو بذكاء ومهارة الصانع التقليدي والفنان الشعبي بتطوان، مردفا بالقول:"حُق لسكان المدينة الافتخار بالمدينة العتيقة التي حافظت على تراثها، وفي الوقت ذاته تم ترميمها وإدخال الوسائل الحديثة الضرورية لاستمرارها". يُشار إلى أن برنامج احتفالات تطوان باختيارها ضمن المدن المبدعة في العالم، يمتد من 4 إلى 13 ماي الجاري، ويتضمن بث صور ومقاطع فيديو متعلقة بالتراث المادي واللامادي للمدينة ببرج باب العقلة التاريخي، وتنظيم دورات تكوينية وورشات ثقافية وفنية واستعراض مدرسي خاص بالفنون الشعبية التراثية، إضافة إلى معرض الصناعة التقليدية وزيارات ميدانية بالمدينة العتيقة.