خرج الحاكم العسكري في الأسبوع الماضي ببيان يحذر فيه الأجانب المقيمين بمدينة الكفرة بالجنوب الليبي على الحدود التشادية، يحذرون من البقاء داخل المدينة بأوراق منتهية الصلاحية (جوازات السفر) ولعل هذا القرار سيكون له أثر على إخواننا المغاربة من عوائل وأفراد يتراوح عددهم حوالي 250 عائلة حيث أن أغلبهم إما يتوفر على جواز منته الصلاحية ولم يتم تجديده لعدة سنوات نتيجة انعدام تمثيلية قنصلية لمغاربة ليبيا في مجموع التراب الليبي .كما أن من بينهم المواليد الجدد الذين لم يتم تسجيلهم لنفس السبب ( غياب القنصلية ) . تجدر الإشارة إلى أن هذه العوائل مجتمعة مهددة بالطرد من المدينة فور انتهاء المدة المحددة من طرف الحاكم العسكري وفق البيان المعمم . لأن جلهم لا يتوفر على جواز أو جوازه منتهي . ولعل هذا البيان خلق فيهم الرعب وأرهبهم وعرضهم لمصير مجهول . رغم أن الأشقاء في ليبيا يحاولون قدر الإمكان تسهيل وتذليل مرور المغاربة أحيانا . إن هذا الإرهاب الذي يشعر به مغاربة الكفرة خاصة وليبيا عامة سيجعل المغاربة المقيمين بهذه المدينة والخاضعين لنفس نطاق الحاكم العسكري من باقي المدن مهددون بالسجن داخل مراكز الإيواء أو الطرد في احسن الاحوال من مجال الحاكم العسكري مما سيجعل هذه الأسر عرضة للتشرد في الشارع أو السجن وما يتابع ذلك من معاناة الصغار والشيوخ وحتى رعاة هذه الأسر الذين سيحرمون من الاستقرار الوظيفي والمهني ويصبحون بالنتيجة هم وعائلاتهم عالة على غيرهم. ما يخفى على الأغلبية هو أن الجالية المغربية بليبيا تتراوح بين 40 ألف و 50 ألف مغربي منهم أساتذة جامعيون ومهندسون وموظفون ومهنيون كما أن ضمنهم حوالي 250 طالب جامعي في مختلف التخصصات العلمية والأدبية. وكل هؤلاء ونظرا للظروف التي عاشتها الشقيقة ليبيا والى اليوم يعيشون بين مطرقة الواقع غير المستقر الناتج عن الظروف الأمنية والعسكرية المعقدة وسندان غياب القنصلية من أجل مواكبة متطلباتهم الإدارية سواء فيما يتعلق بتجديد وإصدار الجوازات وتوثيق المواليد والزيجات والوفيات وغيرها من الخدمات التي تضطلع بها التمثيليات الدبلوماسية والقنصلية. ويجب التنويه بالدور الذي تقوم به قنصلية المغرب بتونس من خلال إيفاد مندوبين عن القنصلية الى الممر الحدودي براس جدير لكنه يبقى رغم أهميته محدودا لأن الذي يتنقل هم العائلات كن مختلف ربوع ليبيا وليس مندوبي القنصلية. حيث يضطر رب الأسرة الى جاي مختلف أفراد العائلة جميعا الى رأس جدير لتجديد جوازاتهم والتوقيع بأنفسهم في حين أنه يمكن التخفيف من هذه المعاناة بتنقل المندوبين عبر المدن الرئيسية بليبيا من جهة وقبول نظام الوكالة في إيداع الجواز للتجديد وعند الاستلام . كما يمكن اعتماد مندوب شرفي من أبناء الجالية مشهود له بالنزاهة والمصداقية من المناطق البعيدة للقيام بالإنابة الشخصية عن مغاربة ليبيا من كل منطقة كالكفرة مثلا والتي تعيش اليوم وضعا استثنائيا يهدد مغاربة الكفرة في استمرارهم وأمنهم وطمأنينتهم . وفي الاخير أهيب بوزارة الخارجية في شخص السيد الوزير المحترم بوريطة وكذلك وزارة الهجرة في شخص السيد بن عتيق أن يتدخلوا في القريب العاجل لرفع ما يتعرض له مغاربة ليبيا من تهميش من خلال الإسراع بحلول ناجعة وسريعة للخدمات القنصلية حيث أن هناك مجموعة من الدول تمتع ابناءها بالخدمات القنصلية بشكل طبيعي من بينها تمثيليات السودان وتركيا وإثيوبيا وتونس وغيرها من الدول . كما نتمنى من مختلف الوزارات والمؤسسات الوصية وذات العلاقة لمغاربة العالم أن يساهم كل من موقعه بطريقة تشاركية لرفع ما يتعرض له إخواننا بليبيا تطبيقا لتوجيهات صاحب الجلالة الذي ما فتئ يركز من خلال خطبه السامية على ضرورة الاعتناء وخدمة مغاربة العالم ولعل تدخله لرفع معاناة المغاربة المسجونين بليبيا وعودتهم لأرض الوطن ليس ببعيد . حفظكم الله يا مولاي وادامكم ذخرا لوطنكم ولشعبكم ومتعكم بالصحة والعافية انه على كل ئ يدير وبالاجابة يدير والسلام .