في خطوة نادرة، أدى امتناع واشنطن عن التصويت إلى تبني قرار يدين الاستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، القرار الذي أيده أربعة عشر عضواً في مجلس الأمن من أصل خمسة عشر، قد تبنته كل من فنزويلا ونيوزيلندا والسنغال وماليزيا ، بعد أن اقترح ممثل النظام المصري في مجلس الأمن مشروع القرار يوم الخميس قبل أن يتراجع ويسحبه. ومن جانبه اعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة الاستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية والمطالبة بوقفه صفعة كبيرة للسياسة الإسرائيلية، وإدانة بإجماع دولي كامل للاستيطان ودعم قوي لحل الدولتين. وفي المقابل و بعد أقل من ساعة على صدور قرار قال مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إن تل أبيب ترفض قرار مجلس الأمن الذي وصفه بالمشين ,أكد أنها لن تلتزم به. التصويت بإدانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة يعد صدمة للصهاينة بعد أن أعلن جلعاد أردان وزير الأمن الداخلي في الكيان الصهيوني في وقت سابق أن إرجاء ممثل النظام المصري التصويت على القرار إنجازاً دبلوماسياً لتل أبيب، مرجعا ذلك إلى العلاقات الجيدة بين الكيان الصهيوني و النظام المصري. فعلى الرغم من التقارب الملحوظ بين النظام المصري بقيادة وزير الدفاع المنقلب عبد الفتاح السيسي و حكومة الاحتلال الصهيوني، إلا أن السيسي قرر أن يظهر بمظهر المدافع عن القضية الفلسطينية ليجمل وجهه القبيح، فبعد أن تقدم بمقترح لدى الأطراف المعنية بمبادرة لحل الأزمة الفلسطينية والجلوس على طاولة المفاوضات ، عاد سفيره في مجلس الأمن ليقدم مشروع قرار يدعو فيه الكيان الصهيوني لوقف أنشطته الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، واعتبار هذه المستوطنات غير الشرعية وتعرض لحل الدولتين. القرار وإن كان في ظاهره جيد إلا أن صدوره من النظام المصري المعروفة توجهاته يعد دعائياً، فمقدم القرار أستند على فرضية أن الولاياتالمتحدة ستلاحق المشروع بحق النقض فيتو،وبالتالي سيفشل ، فتكسب هي ما أرادت ولا يخسر المحتل الصديق شيء، وكنوع من تقسيم الأدوار، حثّ رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، الولاياتالمتحدة على استخدام حق النقض الفيتو لمنع صدور القرار بمجلس الأمن، وقال نتنياهو في رسالة على تويتر إن الولاياتالمتحدة يجب أن تستخدم الفيتو مع القرار المناهض للكيان الصهيوني. إلا أن الرياح لا تأتي بما يشتهي النتن..ياهو ، إلا أن الموقف الأمريكي بعدم استخدام الفيتو ضد القرار هو ما أعطاه قبلة الحياة بعد أن سحبه ممثل النظام الانقلابي بعد أن شعر بأن الأمور ستدخل في الجد وسيمرر القرار، ويرجع المراقبون الموقف الأمريكي بعدم استخدام حق النقض فيتو ضد قرار منع الاستيطان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية وإدانته إلى رغبة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته في يناير المقبل إلى ترك بصمة في تاريخه خاصة في القضية الفلسطينية ، كما أنه أراد أيضا أن يترك صفعة على خد صديقه اللدود بنيامين نتنياهو. باحث سياسي وقيادي بحزب الوسط المصري