صوت مجلس الأمن الدولي الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول لصالح مشروع قرار يعتبر تاريخيا يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وصوت لصالح القرار 14 دولة فيما امتنعت الولاياتالمتحدة عن التصويت دون أن تستخدم حق الفيتو، على المشروع. ويعد الموقف الأمريكي هذا تحركا نادرا من واشنطن التي عادة ما تدافع عن إسرائيل أمام مثل هذه القرارات، فيما اعتبر مراقبون هذا الموقف "طلقة الوداع" من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ازداد التوتر في علاقته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. من جانبه، عبر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عن رفضه لعدم استخدام واشنطن لحق النقض الفيتو، تجاه قرار أممي يطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. وكتب ترامب على صفحته الرسمية في تغريدة على موقع "تويتر"، "الأمور ستكون مختلفة بعد أن أتولى مهام منصبي في 20 يناير/كانون الثاني المقبل". وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مسؤول رفيع المستوى اتهامه للرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالوقوف وراء مشروع القرار بشأن الاستيطان في مجلس الأمن. يذكر أن فنزويلا وماليزيا والسنغال ونيوزيلندا طالبت الجمعة بالتصويت على مشروع وقف الاستيطان الذي سحبته مصر من التداول في مجلس الأمن في وقت سابق. ووصفت إسرائيل، بحسب صحيفة "هآرتس"، اتصالاتها بشأن تعطيل مشروع القرار المصري الذي يدين الاستيطان في الأراضي الفلسطينية ب"الدراما" التي استمرت 15 ساعة. وتشير الصحيفة إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، مارس ضغوطا على السلطات المصرية، بالإضافة إلى طلب المساعدة من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، والتنسيق مع إدارته المرتقبة، وكذلك الاتصالات بمقر الأممالمتحدة في نيويورك وعدد من العواصم حول العالم، كل هذا أدى، كما تقول "هآرتس"، إلى سحب مصر طلبها من مجلس الأمن. وتوضح الصحيفة أنه، وخلال اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر، حذر وزراء في الحكومة من أن التصويت على المشروع المصري قد يعود إلى طاولة مجلس الأمن وهو ما حدث فعلا مساء اليوم الجمعة. يذكر أن الرئيس الأمريكي المنتخب أجرى اتصالا هاتفيا ليلية الخميس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تناول مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن، حيث اتفق الجانبان على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكيةالجديدة للتعامل مع القضية الفلسطينية لتحقيق تسوية شاملة. هذا وكانت مصر قد أجلت تصويتا في مجلس الأمن أمس الخميس، على مشروع قرار اقترحته يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية. جاء ذلك بعد أن أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي توجيها لبعثة بلاده في الأممالمتحدة بتأجيل التصويت على مشروع القرار. ويرى محللون أن أوباما كان يبحث إمكانية وضع معايير عامة للتوصل إلى حل أو السماح بتمرير قرار يوجه انتقادات لإسرائيل من خلال مجلس الأمن قبل أن يتنحى، في الوقت الذي أوضح فيه مسؤولون غربيون لرويترز الخميس، إن إدارة أوباما، كانت تعتزم الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار. ويدعو مشروع القرار إسرائيل إلى "وقف فوري وتام لكل أنشطة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية"، حيث يعتبر أن هذه المستوطنات غير شرعية في نظر القانون الدولي سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية أو لا، و"تعرض للخطر حل الدولتين". يذكر أن واشنطن استخدمت في العام 2011، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يدين المستوطنات الإسرائيلية بعد أن رفض الفلسطينيون تسوية عرضتها واشنطن. ويقيم نحو 570 ألف إسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب العام 1967.