مما جاء في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يتوانى في الاعتراف بحبه،في ملأ من الصحابة، لزوجته عائشة رضي الله عنها وأرضاها.وكان إذا سئل من أحب الناس اليك قالبتلقائية "عائشة".. لا يجد في نفسه حرجا مما قال.فعن عمرو بن العاص أنه قال: يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟ قال: ((عائشة)) . وحدث أن "غارت" بعض نساء رسولالله (ص) منهافأرسلن ابنته الحبيبة فاطمة، لما لها من حظوة عنده لتفاوضه في "قسمة" الحب، فجاء في صحيح مسلم : حدثني الحسن بن علي الحلواني وأبو بكر بن النضر وعبد بن حميد قال عبد حدثني وقال الآخران حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي فأذن لها فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة قالت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بنية ألست تحبين ما أحب فقالت بلى قال فأحبي هذه قالت فقامت بلإنه صلى الله عليه وسلم قال منبها لها، حين جاءته تشكوه"غيرة" باقي نسائه من عائشة :"هذه حبيبة أبيك فأحبيها". جواب من فم رسول الله لمسمع فاطمة بلا ترميز أو تلميح. بل هو صريح فصيحيعترف بحبه لزوجه عائشة كي تعيد نشره على سمع باقي نسائه فلا يكن لديهن غبش مما له من حبهلها..اعتراف صريح لا تضاهيها سوى ما نراه اليوم، وللأسف عبر الأفلام عند الآخر.. اعتراف، هو بمثابة خلق طبيعي لا يستدعي الخجل في الأسرة الغربية، وهو مفقود في الأسرة العربية.. فلواستن الأزواج "المسلمون" المعاصرون به، وهو الأصل الأصيل في خلق نبينا الكريم، فيعترفون بحبهم لهن، جهرا وليس تلميحا، على مسمع ومرأى من أبنائهن ليزداد منسوب الحب، ولمُحيتكثير من العقد النفسية منأبنائنا ، التي باتت ترشح على شكل أمراض فتاكة دون أن تجد لها يدا حنونة عند طبيب مختص. لا شيء يخسره المرء لو أنه قام بحركة بسيطة بيديه تجاه زوجته على مائدة الطعام، كأن يلتقط لقمة صغيرة فيمدها الى فمها تعبيرا على الحب والامتنان، والأبناء متحلقين من حولهما، فذلك من صميم خلق المسلم السليم، يحث عليه نبينا ويؤكد أن لفاعله حسنات تثقل صحيفته، وترجح الميزان يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من كان له خلق الايمان.. كثير من أزواج هذا الزمان يستنكفون أن يسمعهم أبناؤهم، يعترفونلزوجاتهم بمدى عشقهملهن،وبولههم بهن..يخجلونمن إيصاء أبناءهم قائلين: هؤلاء أمهاتكم اللائي ولدنكم، هن حبيبات أباءكم فأحببوهن"،كما فعل رسول الله. كثير من أزواج هذا الزمان يعتقدون أنهم، إن رأوهم أبناءهم وهم يطوقون "أمهاتهم" بين أذرعهم في المطابخ وهن يعددن لهم أكلات لذيذة، أو في جلساتمسائية حميميةلمشاهدة التلفاز مثلا يعتبرون ذلك أمرا معيبا يقلل من الأدب ويهرق مياه وجوههم.. و قد يرتقي في ذهن بعض المغفلة عقولهمالى درجة الحرمة تستوجب الاستغفار والكفارة..بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأذن لابنته فاطمة بالدخول عليه وعائشة في حضنه، في رداء واحد، يستقبلها بلا مركب نقص أو شعور بالخجل.. في يومكن العالمي أيتها النساء: أمهاتنا، اخواتنا ، بناتنا وأزواجنا، لكن الحب والتقدير..