احتشد الآلاف من ساكنة جرادة، في مسيرة غاضبة جابت شوارع المدينة، مساء اليوم السبت، بعد يوم واحد من تشييع جنازة عامل منجمي جديد يدعى "فتحي قطاري"، توفي في حادثة صعق بالكهرباء بمنجم عشوائي لاستخراج معدن الرصاص ببلدة سيدي بوبكر، التابعة لجماعة تويسيت. وتجمع المتظاهرون الذين حجوا من مختلف الأحياء بالساحة المحاذية لمقر العمالة، واضعين شارات باللون الأحمر للتعبير عن رفضهم للحلول التي اقترحتها الحكومة، وسط "إضراب عام" دعا إليه نشطاء، اليوم السبت، حيث أظهرت صور تداولتها صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي، محلات تجارية أغلقت أبوابها، وذلك ضمن "البرنامج النضالي" الذي تم تسطيره أمس الجمعة. اقرأ أيضا: الآلاف يرفعون "البطاقة الصفراء" بجرادة ويطالبون برحيل مسؤولين (فيديو) وحمل المحتجون أواني مطبخية في مسيرات جابت عددا من أحياء المدينة للتعبير عن غضبهم عبر "الطقطقة"، مرددين هتافات من قبيل: "الشعب يريد.. بديل حقيقي"، "الشعب يريد.. بديل اقتصادي"، كما هتفوا ضد والي الجهة بالقول: "الماء والكهرياء خط أحمر"، "مانخلصوا لا ضوء لا ماء.. حتى يجي البديل لي بغينا"، بينما قال نشطاء الاحتجاجات إن نسبة الإضراب وصلت 60 في المائة. وشيع، أمس الجمعة، المئات من سكان مدينة جرادة، الضحية الجديد الذي سقط في منجم سيدي بوبكر تويسيت أثناء التنقيب عن الفحم الحجري بأحد المناجم العشوائية في المنطقة، حيث ذكر نشطاء بالمدينة، أن الأمر يتعلق بشاب يدعى "فتحي قطاري" يبلغ من العمر 28 سنة، لقي حتفه في حدود الساعة الرابعة من صباح أمس، جراء تعرضه لصعقة كهربائية داخل بئر عشوائي لاستخراج معدن الرصاص. اقرأ أيضا: الاحتجاجات المتواصلة تدفع عمالة جرادة لاتخاذ 52 إجراءً عمليا للساكنة ويأتي هذا الحادث الجديد، على بعد شهر من وفاة عامل منجمي داخل أحد الآبار العشوائية لاستخراج الفحم الحجري، بمنطقة "حاسي بلال"، وقبله مصرع شقيقان شهر دجنبر من العام الماضي بعد انهيار بئر للفحم الحجري عليهما، وهي الفاجعة التي فجرت احتجاجات بالمدينة لا تزال مستمرة إلى الآن. وكانت عمالة جرادة، قد أعلنت في فبراير المنصرم، عن 52 إجراءً عمليا لساكنة الإقليم، تهم عدة قطاعات، وذلك بعد شهرين من الاحتجاجات التي تعرفها المنطقة، قبل أن يعلن المحتجون رفضهم لخطة السلطات من أجل وقف الاحتجاجات.