ترأست جميلة المصلي، كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، وعامل إقليمشفشاون، أمس السبت، اجتماع عمل بمقر العمالة تمحور جدول أعماله حول تتبع مشاريع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بالإقليم، وأهم الأوراش المفتوحة في إطار المجهودات المبذولة للنهوض بالقطاع وتطويره. وأكدت المصلي بهذا اللقاء التواصلي، على أهمية استحضار البعد الحضاري والتاريخي لمدينة شفشاون على المستوى الثقافي، كمدخل أساسي لتطوير القطاع، قائلة "إن المدينة حافظت على تراثها اللامادي الذي هو كنز وثروة حقيقة نجح الحرفيون في الحفاظ عليه جيلا بعد جيلا". مضيفة أن البرامج والمقاربات المعتمدة ساهمت أيضا إلى حد كبير في ترويج هذا التراث وتطويره. وسجلت كاتبة الدولة، بأن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تحتل المرتبة الرابعة على المستوى الوطني في مجال التعاونيات وتزخر بمنتوجات مجالية متميزة، تحظى باهتمام كبير في مختلف المعارض الوطنية، مشددة على أن المنطقة مؤهلة ليكون لها دور أكبر في هذا المجال، بمؤهلاتها السياحية والثقافية والتاريخية الرائدة. واعتبرت أن النجاعة في قطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي رهين بالتعاون بين مختلف الفاعلين، من منتخبين، ومجتمع مدني، وسلطات محلية. من جهة أخرى، كشفت كاتبة الدولة، عن برمجة إصلاح مركب الصناعة التقليدية بشفشاون، ليكون في مستوى تطلعات الصناع والصانعات، وزائري هذه المدينة السياحية. وأوضحت، أن الوزارة لديها رهانات تتمثل في إعطاء ما يلزم من الاهتمام لمجمعات الصناعة التقليدية عبر جهات المملكة، من خلال تحويلها إلى بنيات مهنية من الجيل الجديد، تجمع بين التكوين والعرض والتسويق، وحفظ ذاكرة المدينة في مجال الصناعة التقليدية. وأبرزت في هذا الصدد، أهمية تسويق المنتوجات الحرفية باستحضار بعدها الثقافي والتاريخي. مؤكدة حرص القطاع على تحسين كفاءات مهنييه، عبر برامج التكوين، والانفتاح على البحث العلمي. وكذا تنويع أساليب وطرق تسويق المنتوجات. من جهة أخرى، قامت كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، بزيارة تفقدية لبعض مشاريع وبنيات الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بإقليمشفشاون. وزارت رفقة عامل الإقليم السيد إسماعيل أبو الحقوق، مجمع الصناعة التقليدية بشفشاون، واعتبرته في تصريحات متفرقة مجمعا واعدا للصناعة التقليدية بالمنطقة. وتفقدت رفقة الوفد المرافق لها، مختلف مرافق المجمع، وتفاعلت مع الصانعات والصناع العاملين في ورشاتهم، في عمليات تواصل المباشر معهم حول ظروف العمل ومشاكلهم. وسجلت المصلي التنوع والغنى الذي تتمتع به الصناعات التقليدية على مستوى هذا الإقليم، مثلما تعكس ذلك المنتجات المعروضة في مجمع الصناعة التقليدية، الذي يعد إطارا متميزا لتجميع وتأطير الصناع التقليديين بالمدينة. كما قامت بتدشين دار الصانعة المهرون، بمدشر لخزانة بالجماعة القروية باب تازة، التابعة لعمالة اقليمشفشاون. وتحتضن الدار 250 صانعة تقليدية، جعلن من الدرازة والنسيج موردا لتوفير دخل قار يساهم في تحسين ظروفهن الاجتماعية. وأنشأ هذا المشروع، بهدف دعم التكوين في حرف الصناعة التقليدية، وتحسين ظروف اشتغال الصانعة التقليدية بالعالم القروي. إضافة إلى تحسين الوضعية الاقتصادية للصانعة التقليدية، والحفاظ على الموروث التقليدي المحلي. ويتكون هذا المشروع الذي بلغت تكلفة بنائه وتجهيزه 450.000 درهم، من ورشة للنسيج التقليدي، وأخرى للخياطة والأعمال اليدوية، قاعة التكوين المستمر. وأشارت المصلي بالمناسبة، إلى أن هناك مجهودات مهمة بذلت لتطوير عمل هذه المؤسسات عبر جهات المملكة، إذ تم تجهيز 84 دارا للصانعة لفائدة الصانعات التقليديات بعدد من الجماعات القروية، وهناك 27 دارا أخرى في طور الإحداث. وأضافت بأن الوزارة تشتغل في إطار تصور جديد خاص بدور الصانعات، بالنظر لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية.