لم يكفهم صمتهم عن المجازر والدمار فحسب، بل جعلوا أنفسهم قضاة يحكمون بمنطق الخطئ والصواب في التضامن مع إخواننا بحلب المنكوبة، بل ومنهم من جعل نفسه إلها يتطلع على نياة البشر هذا مخلص وهذا منافق.. كل هذا في مدة لم تتجاوز اليومين.. بمجرد أن أعلنا رفقة ثلة من خيرة شباب وشابات مدينة الرباط عن وقفة تضامنية مع المستضعفين بحلب حتى بدأت الرسائل والتعاليق ترد، بعضها من المثبطين الذين لايعرفون للنضال طريقا وأخرى من دعاة 'ماذا ستستفيذ حلب من هذه الوقفة'.. وكل من هؤلاء الفريقين يتحدث بطريقته. ماكان منا ونحن في خضم التهييئ لهذه الوقفة سوى أن نعرض عنهم لأن الوقت لايكاد يكفي للتحضير، ودعوة الناس للحضور. لكن بما أن الوقفة كانت ناجحة ولله الحمد رغم أن الإعلان عنها كان متأخرا، الشيء الذي شكل لنا عائقا في إيصال صوتنا إلى أبعد حد.. فلن أفوت الفرصة بالرد على كل تلك التعاليق والرسائل جملة واحدة.. أما عن الفئة الأولى فأقول لهم 'لا يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسم' أما أن تجلس في بيتك وأنت تدعوا الله النصر فهذا ضرب من الخيال، وهرولة في غير المسعى.. لأن ربنا يقول 'وقل اعملوا فسيرى الله عملكم'.. نحن أمة عمل لادعاء فقط، ولاتحسب أني أقلل من شأنه خصوصا في مثل هاته الحالات، لا والله فإني أحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول 'دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب'. أما الفئة الثانية فجوابهم قصير وبه أختم، وماذا استفذتم أنتم من غير وقفات، لا أحد يعلم بوجودكم أو أنكم على قيد الحياة أصلا..