احتشد العشرات من النشطاء أمام مبنى البرلمان بالرباط، مساء اليوم الأربعاء، في وقفة صامتة تعبيرا عن تضامنهم مع مدينة حلب السورية التي تتعرض لمجازر مُروعة من طرف النظامين السوري والروسي. ولم يرفع المتظاهرون أي شعارات كلامية، واضعين على أفواههم شرائط لاصقة تعبيرا عن "الحزن الشديد لما يقع لأهل حلب واستنكارا للصمت الإقليمي والدولي تجاه المجازر المرتبكة". ورفعوا لافتات كتب عليها: "حلب الشهباء أصبحت حلب الشهداء"، "حلب جريحة والأنظمة مستريحة"، "حلب لن تركع مهما قصف المدفع"، "يا للعار يا للعار العالم مشارك في الحصار"، "حلب خذلك العالم والله ناصرك". بعض الناشطات لم يتمالكن أنفسهن وأذرفن الدموع أثناء عرض تصريحات مؤثرة عبر مكبرات الصوت لأهالي حلب من أطفال ونساء وشباب وشيوخ، وهم يصفون المذابح التي تقع في مدينتهم المنكوبة. المواطن السوري من حلب، محمد عبد الرحمان، قال في تصريح لجريدة "العمق" في الوقفة، إنه يتمنى من العرب والمسلمين أن يقدموا أقل شيء للسوريين وهو الدعاء، مشيرا إلى أن "حلب فرغت وأصبحت ميتة، وتوجد نساء تنتحر خوفا من عرضهن من الاغتصاب وأطفال يُدفنوا أحياءً تحت الأرض وكل العالم يرى ما يحدث". وأضاف بالقول: "فقدنا الأمل في كل البشرية إلا الله، ربما هناك بعض الأمل من بلاد العجم لكن بلاد العرب ميتة والشعوب العربية دخلت موسوعة غينيس بالصمت وعشنا بالصمت وسنموت بالصمت". الناشط عبد الصمد بنعباد، قال في كلمة باسم الوقفة، "لا أعلم إن كانت كل هذه الدماء المراقة في بلاد الشام لم تحرك كرامة مسؤول ولا أنفة حاكم، فما معنى الحياة"، معتبرا أن "الكلمات ملتنا ورفضتنا وتعبت منا في أمة منهكة مستباحة من المحيط إلى المحيط، أمة دماؤها مستباحة وأعراضها نهش لكل زناة الأرض". وأضاف بالقول: "شعب سوريا أكثر الناس ظلما على الأرض الآن، ونحن مؤمنون أن الشعب الذي انتفض على بشار منصور ولو طال الزمن.. هكذا قال الله وهذه عقيدتنا، فكل مظلوم منصور ولو بعد حين ولا يهمنا دينه ولا مذهبه ولا نمط تدينه". وأوضح بنعباد أن الأحرار "مؤمنون بجدوى المقاومة والمقاتلين دفاعا عن النفس والمال الوالد، ولن يرهبنا أحد إن دافعنا عن الفصائل التي تقاتل دون الأعراض، والعالم يعرف هذه الفصائل التي تقاتل انتصارا للإنسان السوري المظلوم". وختم قوله: "حرب الثوار مستمرة، والأحمق من يوهم نفسه أنه سيتصدى لإرادات الشعوب ولو ملك الأرض كلها، فالشعوب التواقة للحرية مستمرة في مقاومتها ولن يرهبها نظام أو مجتمع دولي أو توافق أو حسابات، وهي شعوب أعلنت إرادتها الانعتاق من الاستبداد ولن يخيفها أي طاغية مهما استبد لأنها شعوب حسمت أمرها، فبفضل صمود الشعب السوري تعلم العالم أن الطريق إلى الحرية أيسر مما كان يعتقد". وكان نشطاء قد دعوا إلى الاحتجاج بمختلف المدن المغربية لإدانة المجازر التي ترتكبها القوات الروسية والسورية ضد المدنيين المحاصرين في مدينة حلب، معتبرين أن الخروج إلى الشارع أقل ما يمكن فعله لنصرة أهالي المدينة المنكوبة. وبالموازاة مع وقفة الرباط، خرج نشطاء للاحتجاج تضامنا مع حلب بمدن الدارالبيضاء وطنجة وتطوان ومدن أخرى، مطالبين كل الهيئات السياسية والنقابية والدعوية والشبابية والطلابية إلى المشاركة بقوة في هذه التظاهرات. وكانت مديرية الدفاع المدني في حلب، قد أعلنت أمس الثلاثاء، عن عجزها عن "إحصاء القتلى" في أحياء حلب المحاصرة المتبقية تحت سيطرة المعارضة، والتي تتعرض لقصف شديد واقتحامات مترافقة مع إعدامات ميدانية في حلب، فيما دعا مفتي السعودية المسلمين للقنوت في صلاة الفجر من أجل أهالي حلب. وقال الدفاع المدني في حلب إن "الجثث تملأ الشوارع، والقصف ما زال مستمرا"، معلنا إطلاق آخر نداء إنساني لإنقاذ 100 ألف من المحاصرين المدنيين بالمدينة. وقالت مصادر إعلامية، إن القوات النظامية والمليشيات الداعمة لها، أعدمت عشرات العائلات ميدانيا في الأحياء التي تقدمت نحوها في حلب، في مذابح مروعة حولت المدينة إلى ما يُشبه "شلالات دم".