قال محمد سالم الشرقاوي، مدير الشؤون العامة في وكالة بيت مال القدس، إنه "من حظنا نحن المغاربة أن نكون أقرب ما يكون إلى المسجد الأقصى المبارك جغرافيا ووجدانيا"، دلالة على الحضور المغربي التاريخي في القدس من خلال حارة المغاربة وباب المغاربة والمركز الثقافي المغربي في ممر الآلام بباب الغوانمة. وقال الشرقاوي في معرض حديثه في ندوة علمية نظمتها الوكالة بالتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال، أول من أمس الجمعة ضمن فعاليات الدورة 24 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، وشارك فيها خبراء ومتخصصون من فلسطين ومن لبنان، إن هذا الحضور "يضع علينا مسؤولية مضاعفة إزاء المدينة المقدسة، نعمل على النهوض بها على أحسن وجه، بفضل دعم الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ورعايته المباشرة لعمل الوكالة في دعم صمود أهل القدس، ومساعدتهم على مواجهة المخاطر المحدقة بالمدينة وبتاريخها وبما ترمز إليه من قيم السلم والأمان والتعايش". من جهته قال ناجح دواود بكيرات، مدير التعليم الشرعي والتأهيل بالمسجد الأقصى المبارك، إن المدينة المقدسة تعيش حالة اغتراب في كل جوانب الحياة فيها، وهي تحتاج إلى خريطة الاحتياجات الملحة للحفاظ على الآثار والمواقع الأثرية والعلمية فيها. محمد ذياب أبو صالح، عضو الهيئة الإسلامية العليا بالقدس، أكد في كلمة له على أن من يهتم بالقدس وبتاريخها، عليه أن يتعرف على واقعها وما تضمه من شواهد ومعالم، يستدل بها الإنسان على طبيعة هذه المدينة، وعلى موقعها الجغرافي ووضعها السكاني. وأضاف: "إن التعرف على واقع القدس، يمكن المهتمين بها من فهم ماضيها واستشراف مستقبلها. وحيى مبادرات وكالة بيت مال القدس في التعريف بهذا الماضي من خلال الدراسات والنشر والتدوين. إلى ذلك، قال خليل تفكجي، مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق، إن ما يوجد أسفل القدس من "روايات" عن وجود أثار يهودية دالة على حق اليهود في المدينة يحاول أن يُلغي الآخر. بينما على سطح الأرض توجد رموز إسلامية ومسيحية تدل على الوجود العربي والإسلامي. وإزاء هذا الوضع "يُحاول الاحتلال أن يوجِد لنفسه رموزا مقابلة تحاول إلغاء وجودنا، كما هو الشأن بالنسبة للهيكل المزعوم وكنيس الخراب. القدس هي تاريخ، ثقافة ودين". وقال فيصل جلول، الكاتب الصحفي اللبناني، إنه لاجدال في الحق التاريخي للعرب والمسلمين في القدس، إلا أننا كعرب علينا أن نعرف طريقة تفكير إسرائيل بمسألة القدس. ذلك أن المسلمين لم يطرحوا قضية القدس خارج كونها مدينة جامعة يمكن أن يتعايش فيها أتباع الديانات الثلاث وهو ما يكرس قبولنا لأطروحة حل الدولتين التي استحالت، اليوم، إلى شيء آخر غير ذلك مع التدخل الأخير للرئيس "ترامبت".