محمد عبد الصمد دعا ناجح بكيرات مدير المسجد الأقصى سابقا خلال ندوة بالمعرض الدولي للكتاب اليوم، إلى تجديد وصيانة صناديق دعم الأقصى مشيرا إلى أن إسرائيل تنفق عشرة ملايين دولار يوميا لتهويد القدس. الندوة التي دارت حول "هوية القدس ومركزها الديني والحضاري" قال فيها بكيرات "إن العالم العربي شكل صندوق الدعم ونسيه فيما بعد، لذلك نحن نملك المشاريع ولكن لا نملك مشاريع الصيانة". واعتبر أن "الاحتلال يحاول أن يحصل على اعتراف وضمانات لما خرب ودمر خلال نصف قرن"، مستدركا أنه "في الوقت الذي تتحرر الشعوب العربية وتمتلك حريتها ستزحف نحو القدس بخريطة ربانية واضحة". وتابع "لكن للأسف الشعوب العربية مازالت تعاني من عدم وضوح الرؤية الثقافية". وتحدث المتدخل عن برنامج مستقبلي لتحصين القدس أوله "الثبات والكفاح والمقاومة لأنه إذا تركت المقاومة ترك كل شيء". والثاني -حسب المتحدث- هو اللوجستيك مشيرا إلى أن عشرة مليون دولار ينفق يوميا لتهويد المدينة فيما لا ينفق العالم العربي مقابله إلا القليل". وأوضح أنه "مادام هناك طفل يعتقل وعمره سبع سنوات فإن مستقبل فلسطين لن يضيع والقدس ماتزال ولادة". بدوره قال سفير فلسطين بالرباط جمال الشوبكي، إن قرار ترامب الأخير بنقل سفارة إسرائيل للقدس ناتج عن جهله بالقدس ومكانتها عند المسلمين. وأضاف خلال كلمة له بالندوة "لم يقدروا مكانة القدس في نفوس العرب والمسلمين وظنوا أن المعركة مع ثلاثمائة الف فلسطيني أو مع ستة مليون على الأرض وقد يستطيعوا بالتفوق المادي ان يتغلبوا عليهم". بالمقابل اعتبر السفير أن قرار ترامب أعاد القدس إلى مكانتها الحقيقية عند العالم الإسلامي. وقال "الإسرائيليون لا يحتملون سنة واحدة مقاطعة او حصار عليهم ولو توقفت أمريكا عن دعما سنة واحدة لما صمدت، فيما كل مدينة او قرية فلسطينية صامدة رغم أنها معزولة بطرق مختلفة". وفي مداخلة له خلال الندوة اعتبر خليل تفكجي مدير مؤسسة دائرة الخرائط بفلسطين "إن إسرائيل تريد أن تنشئ أي شيء يدل على الوجود اليهودي"، داعيا إلى مزيد من الحرص على حماية المآثر الإسلامية. وأضاف أن "الآخر يريد أن يوجد رواية له ولذلك عندما لم يجد شيئا فوق الأرض تحول إلى تحت الأرض". واعتبر تفكجي أن إسرائيل تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتثبت أن المسلمين لم يكونوا موجودين هناك "على الرغم من قبة الصخرة التي وجدت منذ العصر الأموي وكثير من الشواهد الأخرى". وشدد المتدخل على أن مدينة القدس لا يمكن اختصارها في مآثر فقط، وإنما هي "تاريخ وحضارة ودين والذي يزورها يجد الروحانية والشعور الديني بشكل لن يجده في أية مدينة أخرى". ونوه بأن مدينة القدس ظاهرة فريدة في المدن عالميا مشيرا إلى دراسة تمت فيها مقارنة القدس بثلاثة مدن عالمية فثبت أنها تتميز بخصائص عمرانية وروحانية وقومية لا تجتمع في غيرها.