اتهم أستاذ العلاقات الدولية الجزائري، زيدان خوليف، المغرب بمحاولة شراء ذمم قادة أفريقيا وبرر ذلك بالجولة التي قام بها الملك محمد السادس، مؤخرا، إلى مجموعة من الدول الأفريقية لتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية معها. وأكد خوليف، خلال لقاء مع قناة "DW" الألمانية، أن سبب زيارة الملك إلى هذه الدول كان غايتها طلب المملكة للعودة إلى حضن منظمة الاتحاد الأفريقي. وأوضح الخبير الجزائري أن أفريقيا "ليست سوقا اقتصادية بالنسبة للمغرب، بل هي سوق لشراء الذمم.. بخلاف الجزائر التي منذ ستينيات القرن الماضي، كان الاقتصاد دائما يأتي بعد الكرامة وعزة الأفارقة لم تكن لشراء الذمم" على حد تعبيره. من جانبه، تساءل مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد التلاتي، في ذات اللقاء، عما يضر الجزائر "حين تقوم المغرب بعلاقات اقتصادية وسياسية قوية مع الدول الأفريقية؟"، وأضاف: "لماذا ذهب وزير الخارجية الجزائري إلى السعودية والإمارات وقطر أليس من أجل إنقاذ اقتصاد الجزائر المنهار؟ ليس هناك ما يمنع". وأكد التلاتي أن "المملكة المغربية لا تتنافس مع الجزائر، فالمغرب له تاريخ يمتد لقرون في أفريقيا.."، لافتا أنه "إذا كانت الجزائر عملت جاهدة على أن تبعد المغرب عن المؤسسة الأفريقية المنحرفة آنذاك والتي هي منظمة الوحدة الأفريقية، فإن المملكة ظلت تشتغل من خراج هذه المؤسسة". وأعرب الخبير المغربي عن استغرابه من عدم مساندة الجزائر للمملكة وقال: "إذا كنا نؤمن بأن هناك كتلة مغاربية والتي هي المغرب العربي فمن المفروض أن يساند كل طرف الآخر في هذا التوجه نحو أسواق جديدة وآفاق جديدة على مستوى العمق الأفريقي". وشدد على أن "المملكة نظرا لجديتها ومصداقيتها عبر القارة الأفريقية نجدها قد وصلت إلى دول لم تكن تعترف بوجود المملكة في هذه المناطق الأفريقية، فأصبحت منفتحة على المملكة بسبب أن لها من المقومات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية ما يسمح لها بالتواجد عبر العمق الأفريقي".