احتشد المئات من ساكنة إقليمجرادة، صباح اليوم الجمعة، أمام مستودع الأموات بمستشفى المدينة، الذي يحتضن جثمان العامل عبد الرحمان زكرياء الذي لقي مصرعه أمس داخل بئر عشوائي لاستخراج الفحم الحجري، بحي حاسي بلال. وأطلق نشطاء بالمدينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نداءات من أجل التجمهر أمام مستودع الأموات، لمنع فرض دفن الشهيد بالقوة كما وقع مع الشقيقين جدوان والحسين اللذان توفيا شهر دجنبر الماضي بأحد آبار الفحم الحجري. وقالت المصادر ذاتها إن مختلف الأجهزة الأمنية حلت منذ الصباح الباكر أمام مستودع الأموات حيث قامت بتطويقه، ل"فرض دفن الشهيد بالقوة"، وهو الأمر الذي دفع بعدد من الشباب إلى محاولة الانتحار بالصعود فوق أسطح المنازل لرمي أجسادهم من عليها. وتفاعلا مع بلاغ وزارة الداخلية بخصوص مجموعة من الأشخاص تعمدوا الحيلولة دون تدخل السلطات لتقديم المساعدة للعامل عبد الرحمان زكرياء الذي كان في خطر، رد نشطاء بالمدينة ببلاغ ضمنوا فيه عددا من الملاحظات، حيث أكدوا "عمليات الإغاثة والإنقاذ في حوادث الساندريات "أبار الفحم" ليست بالسهولة التي يتصورها الجميع بحيث يصعب على أين كان مباشرتها إذا لم يكن قد سبق وأن اشتغل بالساندريات و خبر بنيتها الجيوتحتية وطريقة حفر سراديبها و أنفاقها ووضع دعاماتها". وأكدوا أن "أي إقحام لرجال الوقاية المدنية في هذه العملية سيكون لا محال مغامرة لا يحمد عقباها مهما بلغ مستوى ما تلقوه نظريا أثناء تكويناتهم؛ ورجال الوقاية المدنية بجرادة يعلمون هذا و يتفهمون الأمر لذلك فكل الحوادث التي عرفتها مدينة جرادة كان المنقدون أو المنتشلون للضحايا هم عمال الساندريات نفسهم ولا حرج للوقاية المدنية في ذلك". كما أوضحوا أن "محاولة تكييف الحادث على أنه جناية والتهديد بمتابعة الشباب الذين انتشلوا وشيعوا جثة الشهيد هي محاولة لتكرار ما وقع في بلدة تندرارة قبل أسابيع و تمت متابعة 7 شباب وزعت عليهم ثلاثة سنوات ونصف سجنا نافذا كمحاولة لتكميم الأفواه وإقبار الأصوات المطالبة بالحق في العيش الكريمé. وطالب النشطاء، حكومة سعد الدين العثماني ب"أن تتصرف بشكل مسؤول وبرزانة أكبر مع أحداث جرادة فالحكومة هي المتهم الرئيسي في هذه الأحداث لأنها لم تقدم المساعدة والإسعاف والإنقاذ لمدينة في حالة خطر منذ عقدين من الزمن". وعلاقة بالموضوع، أكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، أمس الخميس، أن الحكومة ملتزمة بمواصلة تنفيذ ما وعدت به من إجراءات لحل مشكلات اقتصادية واجتماعية في جرادة و أضاف الخلفي، أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني سيقوم، برفقة وفد وزاري، قريبًا بزيارة إلى جهة الشرق "من أجل التأكيد ليس فقط على الالتزامات التي قدمت لسكان جرادة بل أيضا الالتزامات التي نحن بصدد اعتمادها على مستوى الجهة ككل". https://web.facebook.com/yaya.yassine.1/videos/1843511772386931/