نبدأ تحليلنا لفوز ترامب، كما بدأها المفكر الأمريكي نعوم تشو مسكي في كتابه " قرصان وأباطرة" حيت يروي القديس أوغسطين قصة قرصان وقع في أسر الأسكندر الكبير : فقال له كيف تجرؤ على إزعاج العالم ؟ فقال لأنني أفعل دالك بسفينة صغيرة أسمى لصا و إرهابيا ،أما أنت الذي يفعل دلك بأسطول كبير تسمي إمبراطورا. لقد أصبح هدا العالم مجنونا و منافقا ،حيت أصبحت الكراهية والحقد خاصية أساسية لجل المجتمعات التي تدعي التحضر ،فالأغلبية الموجودة فيها أصبحت تحمل فشلها و وتقلص امتيازاتها ، خصوصا بعد الطفرة الاقتصادية الهائلة، إلي المهاجرين و المسلمين ، متناسيين أنهم أنفسهم من جلب هؤلاء من المستعمرات لتشييد أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى و الثانية ، و حاليا يريدون التخلص من الجيلين الثاني و الثالث لأتفه الأسباب . فليس" ترامب" وحده استثناءا، البداية مع تصويت " أم الديمقراطيات" بريطانيا لصالح الخروج من الإتحاد الأوربي ،والتفكير حتى في رفض العمالة من أصل أوروبي، أما رد رئيسة الوزراء في مجلس العموم البريطاني على أنها مستعدة لاستعمال السلاح النووي في أي مكان في العالم رغم وجود ألاف من الأطفال و النساء ، لحماية المملكة المتحدة فهو قمة الكارثة .أن تقولها " تيريزا ماي" فهدا شيء عادي، في ضل وجود بعض رؤساء دول كبرى أقل ما يقال عن تصرفاتهم أنها إرهاب حقيقي وغير دلك هو خوف أو انبطاح.أما القيصر الروسي الحالي " بوتين" ،الذي بدأ بالقصف من حاملات الطائرات لتدمير ما تبقي من سوريا كما فعل سابقا في "غرو زني" لتثبيت نظام موالي له و الآن يريد فرض و إبقاء ديكتاتورية دمرت وهجرت ملايين الأشخاص. إننا ندعو هدا الأسكندر الجديد إلى القيام بنفس الشيء تجاه جحافل حلف "الناتو" المقتربة من حدوده ،أما الإستقواء على الضعفاء و قصف المستشفيات تحت حجة مكافحة الإرهاب و فرض ديكتاتوريات لاستنزاف الشعوب بدل انشغالها في الحصول على التنمية والرقي. ولكن المعركة بالكاد انطلقت مع الربيع العربي ، فبمجرد أن يسود العدل واحترام مبادئ الديمقراطية ، شباب الأمة سينافس الغرب حتى في الفضاء. أما "أوباما" فهو نسخة طبق الأصل من " ترامب" إمبراطور العقار والإعلام و تنظيم مسابقات ملكة الجمال، فلأخير نحترم صراحته و ندين تصريحاته خصوصا بناء جدار بين أمريكا و المكسيك و تشديد الرقابة على المسلمين وأنه غير مؤمن البتة حتى في قضية التغيرات المناخية. ففي عهد "أوباما" عرفت أمريكا أكبر عملية طرد للمهاجرين،وفي عهده أهين و قتل السود في بلاده ،و في ولايته قتل الملايين في سوريا و العراق وغرق ألاف المهاجرين في البحار،وفي حكمه حصلت إسرائيل علي أعلي دعم مادي و عسكري عبر التاريخ من أمريكا .أما الخطير فهو لعبه على التناقضات لإشعال الفتنة و الخراب. فثارتا يعبر عن إعجابه من الربيع العربي و ثارتا أخري يبارك و يدعم سفاح رابعة في مصر،و في الأخير خيانته لدول الخليج و بعض الدول العربية و الطعن من الظهر لأقرب الحلفاء. إن الاستثناء الذي نود أن يكون صحيحا هو المستشارة الألمانية "ميركل" لما أظهرته من حكمة و تعقل خصوصا بعد موجة النازحين و مطالبتها الشركات الكبرى إلى استيعاب المهاجرين و تفوقها في تبني سياسة إدماج ناجحة مقارنة بفرنسا. إذن في ضل وجود عالم يقوده مثل هؤلاء الرؤساء، ما السياسات التي وجب إتباعها ؟ على الصعيد الداخلي ندعو كل القوي الحية و الحرة في المغرب يمينية و يسارية كانت، إسلامية أو سلفية . تقدمية أم أمازيغية على التشبث بالدستور و العمل وفق المؤسسات. كما بينت التجارب في جل البلدان النامية ، أن الدين يسيرون الأمور خلف الكواليس، يعتقدون أنهم أنضج الناس و يمتلكون الحقيقة و يعرفون الصلاح، ولكن النتيجة هي أن دولهم في مصاف الدول المتخلفة، فالمرجو اللعب على المكشوف لما فيه صلاح البلاد و العباد.و تجربة تشكيل الحكومة الحالية خير دليل ، فكيف لحزب المصباح الفائز أن ينتظر الحمامة التي حصلت على عدد محدود من المقاعد أن تصبح المتحكم ؟ أما على الصعيد الجيو سياسي ، فعلى جل دول المنطقة التعاون وإزالة الخلاف،لأن الدول الكبرى لن تعين أحد وستلعب لإدامة الصراع ، لزيادة التوتر وبالتالي بيع أسلحة لإنهاك الميزانيات وبالتالي ابتزاز الدول سياسيا واقتصاديا