انطلقت صباح اليوم الأربعاء 6 دجنبر 2017 في الرباط، أشغال الندوة العربية حول الهجرة والتنمية، والتي تنظمها منظمة العمل العربية بالتعاون مع وزارة الشغل والإدماج المهني، بمشاركة ممثلي أطراف الإنتاج الثلاثة في الدول العربية. وتنظم هذه الندوة التي تستمر أشغالها إلى غاية الثامن من الشهر الجاري، حسب المنظمين من أجل التعرف على الأهمية الحيوية لموضوعات الهجرة ومدى ارتباطها بالتنمية من خلال طرح عدد من المحاور الرئيسية، وفي كلمة له في افتتاح هذه الندوة، قال وزير الشغل والإدماج المهني محمد يتيم، إن ظاهرتي الهجرة والتنقل أضحت تستأثر بحيز مهم في السياسات العمومية للدول التي تعاني منها وخاصة دول الاستقبال بما فيها الدول العربية. وأضاف الوزير أنه بات من الضروري السعي إلى إرساء حكامة جيدة للتعاطي مع إشكالية تدفق المهاجرين، مشيرا إلى أن الأمر يستدعي من الجميع حكومات ومنظمات مهنية ونقابية، ومجتمع مدني، ومؤسسات، حشد الطاقات الكافية للاستثمار الأمثل للهجرة البينة بين البلدان العربية لجعلها رافعة حقيقية للتنمية المستدامة. وأكد يتيم أن ما يدعو للانشغال خاصة في السنوات الأخيرة، هو تنامي الهجرة غير الشرعية لأسباب اقتصادية أو سياسية، مضيفا إلى أن هذا الوضع خلق مشاكل اقتصادية وأمنية للبلدان المستقبلة، كما أفرز ممارسات منافية للأخلاق والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، كتهريب المهاجرين والاتجار في البشر. وأوضح وزير الشغل والإدماج المهني إلى أنه، ولمواجهة هذه الوضعية، لا بد من الإسراع في بلورة الميثاق العالمي للهجرات الآمنة والمنظمة والمنتظمة من أجل إرساء حكامة مشتركة للهجرة تجعل منها مصدرا الاستثمار في الرأسمال البشري ولتطوير الاقتصاد وخلق الثروات، وليس مصدر تهديد أمني وإرباك اقتصادي واجتماعي لدول الاستقبال. واعتبر الوزير أنه يتحتم تعزيز التنسيق بين مختلف أجهزة العمل العربي، ذات الصلة بموضوعات الهجرة والسكان والتنمية والتشغيل ورعاية المهاجرين، انطلاقا من ضرورة اعتبار الجاليات العربية المهاجرة، جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع العربي. وأشار محمد يتيم في كلمته إلى جهود وتجربة المغرب بخصوص معالجة ظاهرة الهجرة في بعديها القانوني والإنساني منذ سنة 2013، مبرزا أن المملكة اعتمدت مقاربة إنسانية مسؤولة قائمة على التعاون والشركات المتجددة مع جميع الأطراف الوطنية والدولية المعنية. ونوه في ذات الصدد بانخراط المغرب في المشاورات الوطنية المتعلقة بإعداد الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة، في إطار استعداده للمشاركة في المفاوضات البين حكومية على الصعيد العالمي، والتي ستجرى العام المقبل. وفي كلمة له، قال المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز علي المطيري، إن المنظمة حرصت على ربط الهجرة وكيفية الاستفادة منها في التنمية، لعدة أسباب مرتبطة أساسا تغيير أسواق العمل والتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم. وأضاف المطيري أن ندوة الرباط ستشكل فرصة لتبادل الأفكار والمقترحات بين أطراف الإنتاج الثلاثة على مستوى الوطن العربي، سيتم خلالها رفع تقرير وتوصيات حول ما توصلت إليه مختلف ورشات هذا اللقاء. وأشار أيضا إلى أن ما يدفع إلى اختيار عنوان الهجرة، تغيير الوضع، حيث كانت الهجرة في السابق من أجل الحصول على عمل، لكن اليوم أصبحت من أجل الحصول على مأوى خاصة مع الأحداث السياسية التي يشهدها العالم وبالخصوص المنطقة العربية.