جاهر الاحتلال الإسرائيلي بأن هدفه من تصدير الغاز لكل من مصر والأردن والسلطة، هو بشكل أساسي تكريس تبعية هذه الأطراف "لتل أبيب" اقتصاديا، ما يضمن الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية مع عمان والقاهرة، ويقلص هامش المناورة أمام السلطة الفلسطينية. من جهته، قال وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي، دوري غولد، حسب عربي21، إن تصدير الغاز لكل من الأردن ومصر يكتسب أهمية استراتيجية من الطراز الأول، بسبب دور هذه الخطوة الحاسم في التأثير على دوائر صنع القرار في كل من عمان والقاهرة، وفق قوله. ونوهت الإذاعة الإسرائيلية صباح الأربعاء، إلى أن غولد دلل خلال مداولات جرت الليلة الماضية في لجنة الاقتصاد التابعة للكنيست على الأهمية المطلقة لصادرات الغاز الإسرائيلي بالنسبة للأردن على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن إسرائيل ستصدر لعمان ثلاثة بلايين متر مكعب من الغاز سنويا، وهو ما يمثل نصف حاجته من الغاز. وأشار غولد إلى أنه سيتم بدء تطبيق اتفاق توريد الغاز الإسرائيلي للأردن في نيسان/ أبريل 2016، مشيرا إلى أن تطبيق هذا الاتفاق ستكون له عوائد اقتصادية كبيرة على إسرائيل، حيث إن كلفة نقل الغاز للأردن ستكون محدودة بفعل الجوار. من جانبه، قال سفير إسرائيل لشؤون الطاقة، رون أدام، إن اكتشاف مصر حقل الغاز الجديد في منطقة "زوهر" لن يجعلها تستغني عن الغاز الإسرائيلي، حيث إن احتياطات الغاز في هذا الحقل لا تتعدى ال850 بليون مكعب، وهو احتياطي أبعد ما يكون عن جعل مصر تستغني عن الاستيراد من الخارج. ونقلت صحيفة "ميكورريشون" في عددها الصادر الأربعاء، قوله إن ما يفاقم حاجة مصر لاستيراد الغاز من الخارج حقيقة أن الحاجة للغاز تتعاظم، في حين أن قدرة الدولة على الاستفادة من احتياطات الغاز غير كبيرة. ونوه أدام إلى أنه سيتم تدشين أنبوب الغاز الذي سينقل الغاز من إسرائيل إلى مصر فوق جسر في البحر يربط مدينة "عسقلان" المحتلة في الجنوب الفلسطيني ومدينة العريش، وذلك لتقليص فرصة المس به من قبل "الإرهابيين". وفي سياق متصل، قال الوزير المكلف بالإشراف على اقتصاديات الغاز، يوفال شطاينتس: "على الرغم من أن السلطة الفلسطينية أعلنت أنها تراجعت عن اتفاقها لشراء الغاز من إسرائيل، فإنه متأكد من أن قيادة السلطة لن تشتري في النهاية إلا من إسرائيل". ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى الليلة الماضية عن شطاينتس، قوله إن توريد الغاز للسلطة الفلسطينية مهم لأنه يمنح إسرائيل هامش مناورة سياسية في مواجهتها. واعتبر شطاينتس أن شروع إسرائيل في استخراج الغاز سيعزز من قوة التحالف مع الولاياتالمتحدة على اعتبار أن الشركة التي ستتولى استخراج الغاز هي شركة "نوبل إنيرجي" الأمريكية.