هدد 3 أشخاص بمدينة تيفلت، بالانتحار احتجاجا على ما اعتبروه ظلما و"حكرة" تعرضوا له بعد الاستيلاء على أرضهم من طرف رئيس جماعة تيفلت، حسب قولهم، حيث صعدوا زوال اليوم الجمعة، إلى أحد الأبراج الخاصة بالاتصالات بضواحي المدينة، قرب محطة أداء الطريق السيار، مهددين بإلقاء أنفسهم منها. وكشفت مصادر محلية، أن الأشخاص الثلاثة هم شابين في عقدهما الثالث ورجل في عقده الخامس، صعدوا إلى البرج للمطالبة بإنصافهم، حيث حضر تجمهر جمع كبير من السكان أمام البرج، وطالبوا بضرورة حضور رئيس المجلس الجماعي إلى عين المكان لتوضيح رأيه في الاتهامات الموجهة إليه وإنصاف المتضررين. وطالب المهددون بالانتحار عبر مكبر للصوت، بتدخل الملك محمد السادس لحل المشكلة، مشيرين إلى أنهم يئسوا بعد أن طرقوا جميع الأبواب في عمالة إقليمالخميسات، وبعد احتجاجهم لأزيد من سنتين أمام مقر بلدية المدينة، حسب قولهم. وتعرض أحد المتضررين (الرجل الخمسيني) لإغماء بعد مرور أزيد من خمس ساعات على تسلقه برج الاتصالات، حيث بادر مجموعة من الشباب المتطوعين بإنزاله، في حين اكتفت السلطات الأمنية بمتابعة الواقعة دون أي تدخل، وهو ما أثار احتجاجات السكان المحتشدين الذين تتهم رجال الأمن والوقاية المدنية بالتقصير في أداء واجبهم، رفعين شعارات احتجاجية من قبيل "هذا عار هذا عار.. ولاد الشعب في خطر". بالمقابل، نفى رئيس جماعة تيفلت، عبد الصمد عرشان، في تصريح لموقع "عربي21" اللندني، كل التهم الموجه إليه من طرف الأشخاص الثلاثة، وقال إنه لم يسط على أي ملك يخصهم، مشيرا إلى أن الأرض التي اتهموه بالسطو عليها لم تكن يوما في ملك الجماعة، بل هي في ملك شركة العمران التي تعتبر مجموعة عمومية مكلفة بتطبيق سياسة الحكومة في مجال الإسكان. وأوضح أنه دعاهم للجوء للقضاء ورفع قضية على العمران، لكنهم، بحسب قوله، أصروا على اتهام البلدية بالسطو على الأرض ودليلهم أن البلدية وقعت على ترخيص البناء للشركة، لافتا إلى أن ما قامت به البلدية مع شركة عمران قانوني، لأن هذه الأخيرة لديها أوراق تثبت ملكيتها للأرض، وفق تعبيره. وأضاف عرشان، أن الأشخاص الثلاثة طلبوا منه رشوة حتى يتنازلوا عن احتجاجهم، غير أنه رفض طلبهم، وقال إن لديه شهود يؤكدون الواقعة. ومازال، إلى وقت كتابة هذه الأسطر، الشابان متسلقان أعلى البرج في انتظار النظر في طلبهم.