اعتقلت الشرطة في مدينة تيفلت على بعد 54 كلم شرق العاصمة الرباط، 13 شخصا إثر اندلاع مواجهات بالحجارة بين الشرطة ومتظاهرين، كانوا يحتجون على إصابة شاب بكسور، عندما حاول الانتحار بعد "تعذيب الشرطة" له، حسب ما أفاد حقوقيون وناشطون لفرانس برس. و قالت عتيقة الضعيف نائبة رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة تيفلت، الأربعاء في تصريح لفرانس برس "الشرطة تواصل تمشيط المدينة والسكان خائفون من الاعتقالات التي ما زالت مستمرة، ولم نحص بشكل كامل عدد المعتقلين والمصابين، فالأجواء ما زالت متوترة". و أضافت الضعيف "اندلعت المواجهات مساء الثلاثاء، وأحصينا حتى اليوم الأربعاء 13 شخصا معتقلا، بينهم قاصر عمره 17 سنة، اعتقل وهو عائد من دروس المراجعة، كما أن مقر مفوضية الشرطة وواجهة مصرف وبعض المحلات التجارية تعرضت للتكسير بسبب المواجهة المتبادلة بالحجارة بين الشرطة والناس". ويعود سبب المواجهات حسب عتيقة الضعيف إلى "سقوط شاب إسمه محمد، وهو بائع هواتف نقالة، من فوق برج لاقط على سطح مقر مفوضية شرطة المدينة، تسلقه مهددا بالانتحار ما لم يحضر وكيل الملك، وذلك تحت أنظار المئات من المواطنين". من جانبه قال محمد لمسيح منسق حركة 20 فبراير الاحتجاجية في مدينة تيفلت لفرانس برس، أن "الشاب تعرض لكسور على مستوى الحوض والكتف وتم نقله الى مستشفى في دينة الرباط". وأضاف لمسيح "ظل الشاب معلقا فوق البرج بين الثانية ظهرا والسادسة مساء"، موضحا أنه بعد ذلك "بدأت الشرطة في دفع وضرب الناس، ثم سقط الشاب واصيب بكسور، ما أثار غضب المتجمعين فاندلعت مواجهات بينهم وبين الشرطة وتبادل الجانبان الرشق بالحجارة". وحسب لمسيح فإن "حوالي 10 آلاف مواطن تجمهروا وبدأت المواجهات التي استمرت الى حدود منتصف الليل". وحسب المسؤولة الحقوقية فإن "هذا الشاب تسلق اللاقط الهوائي احتجاجا على تعرضه مع زوجته للتعذيب داخل مفوضية الشرطة اثر تقديمه شكوى ضد رئيس المفوضية يتهمه فيها بالتهرب من دفع ثمن هاتف نقال (120 يورو) كان قد باعه اياه قبل سنة". وحسب المسؤولة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فإن "رئيس مفوضية الشرطة حاول غير مرة تلفيق تهم مفبركة لهذا الشاب، حيث اتهمه في البداية ببيع الهواتف المسروقة، واتهمه فيما بعد بترويج المخدرات، ما دفع الشاب الى تقديم شكوى ضده الى القضاء". هذا وأفاد شرطي من مدينة تيفلت لفرانس برس ب"وقوع أربع إصابات في صفوف قوات الأمن"، فيما لم يعرف عدد المصابين بين المحتجين.