قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الإثنين، إن مسؤوليات رئاسة الولاياتالمتحدة "ستكبح" تصريحات الرئيس المنتخب للبلاد دونالد ترامب. وقال أوباما في معرض مؤتمر صحفي عقده أمس في آخر جولة مجدْولة له خارج البلاد: "لهذا المنصب أسلوب في إيقاظك"، في إشارة إلى المتاعب التي يلقيها البيت الأبيض على كاهل الرئيس الأمريكي. وتابع: "هنالك استمرارية هائلة تختبئ تحت أكوام الأخبار اليومية، وهي ما تجعلنا أمة لا يمكن الاستغناء عنها في الحفاظ على النظام (العالمي) وتدعيم الرخاء في مختلف أنحاء العالم". وأشار إلى أن هذا الدور الأمريكي "سيستمر" حتى بعد تسلم الرئيس المنتخب مهام منصبه. أوباما أكد كذلك أنه حين التقى ترامب في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، أعرب الأخير عن "اهتمام كبير بالمحافظة على جوهر علاقاتنا الاستراتيجية"، في إشارة إلى حلف الناتو الذي كان المرشح الجمهوري السابق قد ألمح أثناء حملته الانتخابية عن رغبته بهجر الحلف الدولي ما لم يدفع أعضاؤه "استحقاقهم العادل". هذا، واعتبر الرئيس الأمريكي أن كون خلفه عمليا وليس أيديولوجيا "سيساعده طالما أنه محاط بأناس جيدين ولديه إحساس واضح بتوجهه". ورفض أوباما التعليق على اختيار ترامب لستيفن بانون كبيرا لمستشاري البيت الأبيض الاستراتيجيين، إلا أنه قال: "الشعب الأمريكي هو الحكم خلال فترة العامين القادمين إذا ما كان سيعجبه نوع السياسات والاتجاه الذي يريدون للبلاد أن تمضي فيه". وفيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، أبان الرئيس الأمريكي قائلا: "عندما لا تكون مسؤولا يمكنك -حسبما اعتقد- أن تصفها بأنها اتفاقية فظيعة، لكن الأمر يختلف عندما تكون مسؤولا عن الاتفاقية ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي؛ لأنك عندها ستنظر إلى الحقائق في الأغلب". كان هذا في رد على سؤال صحفي حول ما إذا كان يتوقع من ترامب إنهاء الاتفاق النووي الذي توصلت إليه القوى العظمى مع إيران. ولفت إلى أن الانسحاب من الاتفاق النووي "سيتطلب فرض العقوبات على البلدان الأخرى في أوروبا والصين وروسيا، التي ما زالت ملتزمة بالاتفاق؛ لأن إيران من وجهة نظرها تفعل ما عليها فعله (طبقا للاتفاق)". وعلى الصعيد السوري، فقد اعترف الرئيس الأمريكي بفشل سياساته المتعلقة بسوريا، قائلا: "أقر بأن هذا لم ينجح، وهو أمر أواصل التفكير به يوميا، وسنواصل محاولة إيجاد صيغة ما تسمح لنا بأن نرى نهاية لهذه المعاناة".