لاشك أن المتتبع لأخبار السياسة سيصيبه صداع نصفي أو حتى مرض الفصام السياسي في الحالات المتأزمة ، قد لاينفع معه علاج، فبالكاد يعرف ذاك المرض الذي ياتيك فجأة حين تدمن تصفح المواقع الإخبارية بحثا عن أخبار سارة من قبيل :بشرى سارة للمغاربة؛المغرب يحتل المرتبة الأولى عربيا والعاشرة عالميا في مجال التنمية، أو حتى أن المغرب تخلص من الأمية ومعها شبح البطالة وأضيف الفرحة زيادة بشروع العمل بمجانية العلاج والأدوية وتوفير سكن لائق للمعوزين وفقراء المغرب الحبيب سأغلق الحديث عن هاته الأحلام وأحيطكم علما أننا نتشارك الحلم في يوم مشمس فحسب، سيخايلني البعض قد أصبت بعدوى المرض لأعيش حالة من الصراع بين الواقع المضني والأحلام الطوباوية التي لا تفارقني. والأمثلة عن ضلالة السياسة وخلوها من الحنكة ، الأحداث الحالية المهيمنة على العناوين في الصحف والمواقع وعلى التلفاز، التأخر والتعطر في تشكيل الحكومة ، اذ استخدمت كافة الأساليب في الحيلولة دون إرساء دعائمها وكشرت التماسيح عن أنيابها والعفاريت ظهرت في صورة بشرية والضحية في كل هاته الزوبعة المواطن الذي افترش بساطه الوحيد أمام شاشة تلفاز صغير ينتظر بشغف أخبار الثامنة، تهنأ الشعب بولادة الحكومة أخيرا وببداية عهد لا كسالف العصور .....عذرا انقطع الإتصال بمواطن المغرب العميق نضرا لانقطاع خيط الكهرباء ومعه انقطاع حبل حلمه بالأفضل، وسنوافيكم بأخر مستجدات أخباره حين تتشكل الحكومة ويعينن وزير للطاقة يمد دواوير المواطن بكهرباء لاينفد .... في هذا العلم قد يحدث الغريب والأسوأ المنافي لتوقعاتنا دائما وبعد الحديث عن مرض فصام السياسة سنتحدث عن مرض فريد ألا وهو جنون السياسة ومنبعها الأول من البيت الأبيض مند أيام قلائل .فوحده ترامب الرئيس الجديد المتحكم في العالم يحمل جنون العالم أجمع والقادم من الأيام سيحكي لنا عن قصص جنون لاحدود لها . وغير بعيد عن مرض عن الجنون طغى على المشهد مرض الطغيان والتحكم وبدأت إرهاصات المرض منذ الربيع العربي حين طغى الحكام وتمسكوا بالكراسي رغما عن شعبهم ،وتفاقم حين استخدموا كل الأساليب الشيطانية من تدمير وتقتيل فأصبح من العادي جدا أن نتشارك مقاطع فيديو لأطفال سوريا تحت الخراب ملطخين بالدماء ونكتفي بتعليقات ببعض كلمات نكتبها وننحن نتجرع كأس قهوة في فندق خمس نجوم أو على ضفاف الشاطئ، لكم الله فوحده القادر عل كشف غمكم . في هذا العالم أصبحت رائحة الموت والغدر مستباحة نشمها صباح مساء...آه أصبحت اشتكي صداع رأسي سأطفأ التلفاز وسأغادر مواقع الأخبار وأعلن القطيعة مع مواقع التواصل الاجتماعي لبرهة من الزمن حتى أعالج من كافة الأمراض التي أصبت بها أوصيكم انتم بجرعة زائدة من الصبر والتحمل دون إغفال القدرة على استخدام التخيل . وفي انتظار ما سيأتي في القادم من الأيام عافانا وعافاكم الله