عمر حمداوي – تنجداد على غرار مجموعة من مناطق المغرب، تضم واحة واحة تافيلالت العديد من المواقع الأثرية التي أصبحت محط اهتمام الباحثين والدارسين والمولعين بعالم الاكتشافات وسبر أغوار الصحاري، سيما وأنها تحتوي على مجموعة من الرسوم والنقوش الصخرية المثيرة للفضول، والتي يرجع تاريخ بعضها إلى آلاف السنين قبل الميلاد. إلا أنه ورغم القيمة التاريخية لهذه المواقع؛ فإنها لم تسلم من أشكال التدمير والإتلاف، كما هو الشأن للموقع الأثري بقصر "مروتشة" بجماعة ملعب، والموقع الأثري بقصر تاغية بجماعة فركلة العليا بدائرة تنجداد اللذان امتدت إليهما يد الإنسان وعاثت فيهما فسادا، غير آبهة بأهمية المكان وما يكتنزه من رموز فنية ودلالات عقائدية. الأمر الذي دفع بمجموعة من المهتمين بالمنطقة إلى دق ناقوس الخطر، والتنديد بأعمال التخريب والنهب والسرقة التي تتعرض لها هذه المواقع من طرف العابثين والباحثين عن الكنوز والصخور والمعادن الثمينة، واستنكار تحويل بعضها إلى مقالع حجرية عشوائية. كما طالب ذات المهتمين وزارة الثقافة التي أفردت للنقوش الصخرية مركزا وطنيا خاصا (CNPR) بضرورة "التدخل الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا فترة غابرة من تاريخ الجنوب الشرقي" ملفتين انتباه فعاليات المجتمع المدني والفاعلين كل من موقعه إلى أهمية الانخراط في البحث عن السبل الكفيلة للمحافظة على المواقع الأثرية وحمايتها من شتى أنواع التخريب، والعمل على استثمارها في التنمية السياحية للمنطقة. وفي انتظار أن تجد صرخة المهتمين بالمواقع الأثرية مكانها ضمن إستراتيجية وزارة الثقافة في مجال حماية مواقع الفن الصخري وإعادة الاعتبار إليها وتثمينها وإشراكها في التنمية المحلية؛ حري بالذكر أن أعمال السرقة والنهب والإتلاف والتخريب لا تقتصر على المواقع الأثرية فقط، بل تشمل كذلك القصور المهجورة التي أصبحت مرتعا للعابثين ولصوص الأدوات والمعدات التراثية، بشكل يدعو إلى تضافر جهود كافة المتدخلين من أجل العمل على تعزيز السلامة الشخصية للمواطنين وحماية ممتلكاتهم، والحفاظ على التراث المادي الضارب بجذوره في أعماق تاريخ المنطقة.