رحلة إعلامية إلى عمق جبال الاطلس ..تفند المزاعم حول تدمير موقع ياغورالاثري .. مراكش بريس . عدسة : م السعيد المغاري القصري. مراكش بريس . عدسة: م السعيد المغاري القصري. نظمت مصالح ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز وعمالة إقليمالحوز، رحلة ميدانية إستطلاعية ، شارك فيها مجموعة من الإعلاميين المنتمين للمنابر المرئية والمسموعة والكتابية والإليكترونية،إضافة إلى بعض الأطر والباحثين المختصين،والمسؤولين للموقع الأثري “ياغور” بعمق جبال الأطلس الكبير في منطقة الحوز، وذلك قصد إيقاف الصحافيين على حقيقة الإشاعة التي تبين أنها غير حقيقية ، والتي تزعم تدمير نقوش عمرها 8000 سنة،توجد على صخرة بالمنطقة المذكورة من طرف سلفين، حسب ما أوردته يومية وطنية. هذا، وقد عرفت الرحلة للموقع الأثري المذكور، صباح يوم الأحد الفارط ،مجموعة من المراحل الماراطونية، إنطلاقا من مراكش، ومرورا بجماعة “تغدوين” القروية على تراب إقليمالحوز، وصولا إلى دوار “ورزات”،تنوعت فيها وسائل المواصلات من الحافلة إلى السيارات ذات الدفع الرباعي، إلى إمتطاء ظهور البغال، نظرا لصعوبة المسالك الجبلية، ووعورة التضاريس المؤدية للموقع،حيث استغرقت ما يناهز ساعتين، قبل الوصول إلى الموقع الأركيولوجي “ياغور” حيث يبرز النقش الأثري المعروف ب” لوحة الشمس” التي تتمركز على علو 2600 متر عن سطح البحر، وعند منابع واد “الزات” الذي يربط بين هضبتي “ياغور” و “أوريكا” على بعد 20 كلم من جبل توبقال، أعلى قمة بالمغرب 4167 مترا، وهو الموقع الأثري الذي يعود إلى فترة التبادل التجاري بين الأمازيغ والفنيقيين. ويمتد موقع ” ياغور” الأثري على مساحة 4000 هكتار، تتقاسمه كل من جماعة “تغدوين” وجماعة “ستي فاضمة” بإقليمالحوز، حيث يحتل آخر نقطة علو بهضبة أوريكا، بينما يتموقع الجزء الكبير من الرسومات الأركيولوجية ل”ياغور” توجد بتراب الجماعة القروية “تغدوين”، المتجاوز عددها 2000 نقش. وتعتبر”لوحة الشمس”و”لوحة القمر” أشهر رسومات الموقع الأركيولوجية والدلالية، إضافة إلى نقيشات صخرية تجسد الحياة اليومية للإنسان المغربي القديم، ومنها ما يحمل رسومات الحيوانات المدجنة، كالخيول والأبقار إضافة إلى نقيشات تجسد بعض الحيوانات المفترسة كالنمور، وحيد القرن، الفيلة والزرافات، مما يفيد أن هذه الحيوانات كانت تستوطن المنطقة في الزمن السحيق،إضافة إلى رسومات حجرية للأسلحة كالسيف،الرمح، الخنجر، الدروع الحربية والعربات. من جهة أخرى، كانت الحكومة، وفور نشر الإشاعة، قد نفت أن تكون هذه النقيشات الصخرية التي يرجع تاريخها إلى ثمانية آلاف عام قد طالها التدمير أو العبث، على يد مجموعة سلفية كما إدعت الصحيفة اليومية المعنية ، حيث قام مصطفى الخلفي وزير الاتصال و الناطق الرسمي باسم الحكومة بزيارة الى موقع ياغور حيث تتواجد المنحوتات الاثرية المذكورة. في نفس السياق، طالب بيان موجه لوزارة الثقافة ، كان قد عممته العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، وتوصلت “مراكش بريس” بنسخة منه، بضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات الرامية لصيانة وحماية مواقع النقوش الصخرية التاريخية بمختلف مناطق المغرب، من التخريب والتدمير والسرقة والاتجار غير المشروع ، على اعتباره إرثا حضاريا للمغاربة، يعكس عمق تاريخ وثقافة المغرب ويمثل الصورة الحضارية والتعددية للثقافة المغربية التي يفتخر بها الشعب المغربي وشعوب العالم. من جهة ثانية، لمست “مراكش بريس” خلال هذه الرحلة، مدى إعتزاز ساكنة منطقة ياغور والدواوير المجاورة للموقع الأثري بهذه النقوش الصخرية التي يصل عمرها لثمانية آلاف، والتي تعكس العمق الحضاري والمعرفي للشخصية المغربية، كما لم تقف على أية بوادر متطرفة أو عدائية ضد النقيشات في أوساط الساكنة.