الخطاب العاطفي و دغدغت مشاعر المواطنين أصبحت سلاح فتاك للفوز بتقة المواطنين بل وسرقتها ، خطاب ترامب في الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي أخاف الجميع و قلق منه العديد ليس إلا خطابا انتخابيا شعبويا إستغل فيه سداجت المواطنين و جهلهم دواليب الإقتصاد و السياسة و بوعود شديدة النبرة دون الإكترات لإمكانية تطبيقها ليتمكن من التتويج كالرئيس الخامس و الأربعين للولايات المتحدةالامريكية، لكن شتان بين خطاب الحملة الإنتخابية و خطاب النصر، ففي السياسة ليس هناك عدو دائم و لا صديق دائم و إنما مصالح دائمة. فمصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية هي المصالح نفسها سواء مع ترامب أو غيره تفرضها لوبيات اكبر من ترامب، إلا ان تنفيذها يختلف من رئيس لآخر و سيكون ترامب في نظري اكثر عدوانية من أوباما و ذلك واضح من تحليل شخصية الرئيس الجديد للولايات المتحدةالامريكية ، فهو مندفع و متهور أكثر من الازم و ديماغوجي و متقلب لهذا فالكثير من الفاعلين الدوليين الذين يخبرون أسرار السياسة انزعجوا من فوزه و عبروا عن قلقهم. إلا أن ما يجب معرفته أن الإقتصاد الأمريكي لا يسمح الآن بالدخول في حرب مكتملة الأركان و الصراع في الشرق الأوسط على أشده حيث تتطلب إمكانيات مهولة لن تستطيع الولاياتالمتحدة سدادها خصوصا مع تدهور العلاقات مع السعودية التي تدعمها ماليا لخدمة مصالح استراتيجية في المنطقة ، اما بالنسبة للعلاقة مع روسيا فستكون في نظري علاقة رابح رابح و تقسيم كعكة ليس إلا. لكن ما يخيف اوروبا حقا هو التدفق الكبير للاجئين و الذي يتقل كاهلها ويفرض عليها إضفاء الهدنة في الصراع لوقف الزحف البشري ، فأوروبا لن تقبل المزيد من شرارات إشعال الصراع بل ستدعم أطروحة توطيد الديمقراطية في هذه الدول لكن الخطير في الأمر هو أن يتشكل حلف يميني متطرف بين ترامب و رئيسة الوزراء الإبريطانية تيريزا مي و بوتين روسيا و ماري لوبين في فرنسا التي لها حظوظ كبيرة في الفوز برئاسيات فرنسا ، فإذا تم ذلك فلننتظر عالم جديد مليئ بالفوضى، و تشكل خريطة سياسية جديدة. باحث في الدراسات السياسية و الدولية