انتصر المجاهدون الأفغان على الدب الروسي، كما يسمى حينها وسمعنا كلاما جميلا عن تضحيات الأفغان رغم قساوة البرد والثلوج والجبال، كما استمتعنا بكراماتهم التي تحدث عنها عبد الله عزام في كتابه، وكم هللت الحركات الإسلامية وسالت الأقلام وكتب الكتاب عن هذا الانتصار الذي حققه المجاهدون، وسرعان ما تبخرت فرحتهم بعد أن حولوا أسلحتهم تجاه بعضهم البعض، ولم ينفع تدخل الحكماء والعلماء في جمع الشمل ورأب الصدع. أقول هذا وأنا أرى الحرب التي يشهدها حزب العدالة والتنمية بسلاح ليس كسلاح الأفغان، لكن باستخدام معول السب والشتم والتخوين بعد أن كانوا إخوة متحابين وكم أعطوا دروسا في الديمقراطية، لكن حب السلطة اعماهم، والمشكلة أن حب الرئاسة والصراع على الحكم أغَضَّت مضاجع الأمة، فالأمة الإسلامية لا تعرف بتاريخها المديد، وحياتها الطويلة مصيبة أفدح، ولا طامة أدمر من حب الرئاسة والتلهث وراء السلطة. فأرجوا من العدالة والتنمية وحكمائها أن يتدخلوا لارجاع السكة لمكانها وذلك باحترام الآلية الديمقراطية كما أتمنى من الأستاذ عبد الإله بنكيران أن يتصف بالقوة التي عهدناها فيه ويتكلم واضحا بانه لايرغب في التثليث احتراما لتاريخ العدالة والتنمية التي اختارت النهج الديمقراطي.