قال القيادي اليساري عبد الصمد بلكبير، إن الوضعية التي يعيشها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران بعد إعفائه من رئاسة الحكومة، لا يمكن وصفها إلا "بالحصار المتكامل الأركان". وذكر في لقاء مفتوح لشبيبة العدالة والتنمية بمدينة قصبة تادلة، أمس السبت، أنه بعد زيارته للأمين العام للبيجيدي قبل ثلاثة أيام ببيته بالرباط، "وجدته يعيش حصارا أمنيا ذكرني بحالة الراحل عبد السلام ياسين رحمه الله، إذ منعت بادئ الأمر من ولوج بيته من طرف الأمن حتى تدخل شخصيا ليسمح لي بالزيارة". وأردف المتحدث بالقول إن بنكيران "يعيش تضييقا ماليا، ومنعا متكررا للزيارات، كما أن قيادات العدالة والتنمية ممنوعة من الزيارات الشخصية إلا بتصريح، وكل من خالف ذلك يتعرض للتضييق و السخط". واعتبر أن "هذا الأمر يعني شيئا واحدا وهو أن الرجل يعيش على إيقاع مؤامرة تدبر بصمت لعزله عن المجال العام وممارسة صلاحياته التدبيرية والسياسية، مشيرا إلى أن المغرب يعيش اليوم مرحلة تراجع سياسي على حد وصفه. وعلق على "الزلزال السياسي" الذي أحدثه الملك بإعفائه وزراء ومسؤولين كبار، بالقول إن "الهدف هو إضعاف القوى الديمقراطية وعزل العدالة والتنمية عن حلفائه خاصة حزب التقدم والاشتراكية، وقد انطلق هذا المسار مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مرورا بالاستقلال، وصولا إلى رفاق بنعبد الله، وال،ن نفس الوصفة تجرب مع العدالة والتنمية". واعتبر بلكبير أن ما يقع اليوم في المشد السياسي الوطني هو انعكاس صريح للسياق الدولي خاصة الصراع على مناطق النفوذ بين أقطاب النظام الرأسمالي العالمي الأوروبي من جهة والأمريكي من جهة ثانية، وفق تعبيره. يُشار إلى أن حزب العدالة والتنمية يعيش على وقع تجاذبات ونقاشات حادة، خاصة بين قياداته بسبب "الولاية الثالثة" لأمينه العام الحالي، وذلك بعد إقرار لجنة المساطر تعديل المادة 16 التي تتيح إمكانية ترشح عبد الإله بنكيران لولاية ثالثة، بعد إقرارها من طرف الملجس الوطني والمؤتمر الوطني المقبلين للحزب.