دعا الحبيب الشوباني، رئيس جهة درعة تافيلالت، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزير العدل محمد أوجار ووزير التربية الوطنية محمد الأعرج، ومختلف الفاعلين بالمؤسسة التشريعية، إلى "التعاون من أجل التعجيل بمبادرة تشريعية تمكن من مراجعة القانون الجنائي بما يجعل الاعتداء على رجال ونساء التربية والتكوين أثناء مزاولتهم لمهامهم الإدارية والتربوية، من أي طرف كان، جريمة يعاقب عليها". وقال الشوباني في تصريح للصحافة حول شريط ورزازات، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن دعوته لمراجعة القانون الجنائي يأتي بسبب "حجم الخطر الذي باتت تشكله هذه الاعتداءات على حرمة وكرامة أسرة التربية والتكوين وعلى قيمة ومصداقية العملية التربوية برمتها لدى الدولة والمجتمع، وما ينطوي عليه هذا الخطر من مآلات كارثية على أخلاق وقيم المجتمع المغربي". وأشار المسؤول المذكور إلى أن "شريط الفيديو التراجيدي الذي يوثق لحدث مؤلم من مدينة ورزازات، هو مشهد مؤلم سود به تلميذ عدواني السلوك وزملاؤه السلبيون المتفرجون على المشهد / المأساة، صورة التربية والتكوين وألحقوا جميعا بهذا الاعتداء الإجرامي وسلبية التفرج عليه، أضرارا فادحة بسمعة مؤسسات التربية والتكوين وبالتلاميذ بالجهة". واعتبر المتحدث أن "هذا المشهد المشؤوم قد دليلا إضافيا على حجم التراجعات القيمية التي تخترق كل بنيات المجتمع والتي صار العنف واللامسؤولية وسيطرة شعور الاستقالة من القيام بالواجب بعض تجلياتها الخطيرة"، وفق تعبيره. وعبر الشوباني نيابة عن كافة أعضاء مجلس الجهة، عن "التضامن المطلق مع الأستاذ الضحية وكافة أسرة التربية والتكوين ومع جميع الآباء والأمهات وعموم المواطنين والمواطنات الذين صدموا لبشاعة مشهد متوحش تحول معه فصل دراسي، يفترض أن يتلقى فيه التلميذ التربية والتكوين، إلى حلبة ملاكمة يتصيد فيها التلميذ مقاتل أستاذه أمام سلبية صادمة لمجموعة من زملائه، وهو ما لا يمكن تبريره أو تسويغه إطلاقا أيا كانت الحجة والذريعة المرتبطة بسلوك الأستاذ". وأقدم تلميذ يتابع دراسته بالثانوية المذكورة، على الاعتداء جسديا على أستاذه داخل الفصل، حيث أظهر شريط فيديو، جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، التلميذ وهو ينهال بالضرب على أستاذه داخل القسم، في حين حاول بعض التلاميذ ثنيه عن فعلته لكن دون جدوى، حيث عاد التلميذ المعتدي للمرة الثانية للانفراد بالأستاذ، ووجه له عدة لكمات على مستوى الوجه أسقطته أرضا، لينهال عليه بالضرب والرفس. وأثارت الحادثة غضبا عارما على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وخرجت دعوات بين صفوف الأساتذة للاحتجاج في مختلف المدن، "من أجل إعادة الاعتبار لكرامة رجال ونساء التعليم وحماية قيمتهم الرمزية والاعتبارية". وأوقفت قوات الأمن بورزازات، صباح اليوم الأحد، التلميذ الذي اعتدى على أستاذه، والبالغ من العمر 17 سنة، حيث أفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن الأبحاث الأولية أظهرت عدم تسجيل أية شكاية في الموضوع، سواء من قبل الضحية أو الإدارة التربوية، مشيرة إلى أن الأبحاث التي باشرتها مصالح الأمن بناء على المعطيات الواردة في شريط الفيديو، مكنت في ظرف وجيز من تحديد هوية المشتبه به، الذي تم توقيفه صباح اليوم وإخضاعه لبحث قضائي بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة. كما قررت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بورزازات، تقديم شكاية لوكيل الملك، وإيفاد لجنة إقليمية للوقوف على حيثيات الواقعة واتخاذ الإجراءات التربوية والتأديبية اللازمة، واصفة ما حدث بأنه "اعتداء شنيع"، كما أعلنت الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية بجهة درعة تافيلالت، عن إدانتها وشجبها الشديدين ل"هذا السلوك اللاتربوي"، معبرة عن تضامنها المطلق مع الأستاذ وزملائه وأفراد عائلته.