جمال أمدوري - تينغير انتشر بشكل واسع منذ ثلاثة أيام على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" وحقق نسب مشاهدة كبيرة أيضا على موقع "يوتيوب"، ويتناول الفيديو الذي تم تصويره بقرية "اميضر" التي ارتبط اسمها بأطول "اعتصام بيئي" في المغرب والذي وصل سنته السادسة، بسبب معاناة ساكنة المنطقة مع التلوث الناتج عن منجم الفضة الذي يوصف بكونه الأكبر على مستوى القارة الإفريقية. وجاء على لسان الطفلة التي تقوم بالتعليق على هذا الفيديو باللغة الأمازيغية " ..أما اليوم فلا نعرف أنجد ماء إذا حفرنا أرضنا؟ أم هل ستستمر الثلوج في التساقط على الجبال، أم إذا كانت الخطارات ستستمر في التدفق بالماء؟ ..لا نعرف لأن ماءنا وأرضنا يسرقان"، في إشارة منها إلى التلوث الذي يتسبب فيه منجم الفضة حسب الفيديو. وجاء أيضا في الشريط ذاته: "الشركة سلبتنا ما وهبته لنا أرضنا وما تركه لنا أجدادنا .. لم تترك لنا الشركة غير التلوث والمعاناة"، مضيفا أن ذلك ما جعل "إميضر" تغدو أرضا عاقرا وقاحلة وخالية من الحياة. الشريط القصير عرف توجيه ساكنة إميضر، رسالة مفادها: أنهم لا يرون الحل في الندوات والخطابات ولا في الوعود، ولن يأتي أي حل عن طريق مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ COP 22، لأن الحل للتغيرات المناخية لن يأتي من الأعلى ولن يأتي بالدواء من خلقوا الداء ويستفيدون منه-على حد تعبير الفيديو-. ويظهر في آخر الفيلم الذي قام بتصويره وإخراجه "نادر بوحموش"، مقاطع فيديو من المسيرات التي تقوم بها ساكنة "إميضر" مشيا على الأقدام من منازلهم إلى جبل "ألبان" الذي يحتضن اعتصامهم منذ 6 سنوات متواصلة دون كلل أو ملل، ليختتم الفيلم بكلمة لطفلة صغيرة تسمى "مريم الصابري" تقول فيها: "نحن نتواجد على بعد 300 كيلومتر جنوب COP 22". وعلاقة بالموضوع، أظهر شريط فيديو تهرب ادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمسؤول عن قطب المجتمع المدني ب"COP 22"، عن الإجابة عن سؤال أحد الصحافيين خلال افتتاح "كوب 22" بمراكش، حول ما يعيشه معتصمي "ألبان" بإميضر، قائلا: "هداك ماشي موضوع ديالي". يشار إلى أن ساكنة "اميضر" ستنظم مهرجانا سينمائيا للعدالة البيئية من 8 إلى 12 نونبر الجاري، فوق جبل "ألبان" الذي يحتضن معتصمهم، حيث ستعرض أفلام في الهواء الطلق وسيتم فتح حلقيات للنقاش.