احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين حاملين شموعا وسط العاصمة سيول، مساء أمس السبت، للمطالبة باستقالة الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه، وسط فضيحة استغلال النفوذ التي تورطت فيها واحدة من المقربين منها. وأوردت وكالة يونهاب للأنباء أن هذه التظاهرات المناهضة للحكومة، تعتبر الأكبر حجما في العاصمة خلال السنوات الأخيرة. وتقدر الشرطة، حسب الوكالة، بأن حوالي 50 ألف متظاهرا، تجمعوا وسط سيول في أحدث سلسلة من المسيرات التي بدأت قبل أسبوع، بينما يزعم منظمو المظاهرات بأن حوالي 200 ألف شخص شاركوا فى المسيرات للتعبير عن الغضب الجماعي المتصاعد تجاه المكتب الرئاسي. وأضافت أنه تم نشر أكثر من 17 ألفا من رجال الشرطة، مشيرة إلى أنهم تلقوا تعليمات خاصة بعدم استفزاز المتظاهرين. وقالت مؤسسة استطلاعات الرأي المحلية غالوب كوريا يوم الجمعة إن شعبية الرئيسة بارك انخفضت الى 5 بالمائة هذا الاسبوع، مسجلة أدنى مستوى لرئيس كوري جنوبي قبيل انتهاء ولايته في تاريخ البلاد. وسمحت المحكمة الإدارية بسيول، في وقت سابق من يوم أمس، للمواطنين بالقيام بهذا التجمع بعد أن رفضت الشرطة طلبا سابقا. يذكر أن هذه المظاهرات تأتي بعد يوم واحد من تقديم الرئيسة بارك خطاب اعتذار ثان حول الفضيحة المتعلقة بامرأة غامضة يزعم أنها تدخلت في شؤون الدولة وسعت لمنافع شخصية غير مشروعة. وقدمت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي، الجمعة 4 نوفمبر، اعتذارها للشعب بعد فضيحة سياسية خيمت على رئاستها، مؤكدة استعدادها للتعاون مع ممثلي الادعاء في تحقيقاتهم. وقالت باك في خطاب تلفزيوني إنه يتعين على ممثلي الادعاء توضيح ما حدث، ويجب محاسبة كل من له صلة بالأمر، بما في ذلك هي ذاتها، وإنها ستتحمل المسؤولية إذا تمت إدانتها. وتابعت بصوت مرتعش: "قلبي ينفطر".. "من الصعب أن أسامح نفسي، أنا أنام الليل ويغمرني شعور بالأسف". وتسري مزاعم بأن تشوي سون سيل، وهي صديقة قديمة للرئيسة وتبلغ من العمر 60 عاما، استغلت صلتها بها للتدخل في شؤون الدولة. وقال محامي سيل إنه يتوقع أن يحقق ممثلو الادعاء فيما إذا كانت قد تلقت بشكل غير مناسب وثائق سرية من الرئيسة الكورية.