فاجعة الحسيمة، والتي دفعت أم مكلومة ابنا من فلذات كبدها، ثمنا للانكشارية المخزن، الذي يسعى بعض رجالاته، المتعصبين لفكر ماضوي، ارتبط بسنوات الجمر والرصاص، والحقبة البصراوية، الى استعادة زمن السطوة المخزنية، على كل ما هو شرعي ومشروع للمواطن المغربي. محسن فكري، مي فتيحة، والقائمة طويلة شموع، احترقت لتنير طريق الاجيال القادمة، ولتعيد الينا آملا، لطالما ظل حبيس الاحلام، آملا بوطن، عنوانه البارز كرامة العيش، لمختلف فئاته، على اختلاف مشاربهم. الشموع تحترق، والتاريخ يسجل علينا، جميعاً مواقفنا، التي إما أن تخدم قضية الشهداء، والتي هي قضية جميع المغاربة، قضية كرامة، فوق كل اعتبار متجزأ عنها للمصلحة الذاتية، الوطن اليوم في حاجة لنا جميعاً، لإعادة بناءْ كيانه، وفق معادلة الحق يعلو ولا يعلى عليه، وكرامة المواطن، مقدسة، وحقه في العيش الكريم مقدس. تفاعل المغاربة بشكل سلمي وحضاري مع فاجعة الحسيمة، ان دل على شيء فإنما يدل على أن المواطن المغربي، ركنٌ أساسي وهام في استقرار المغرب، وغير ذلك مما تدعيه بعض الجهات، ابتزازا منها، لانتزاع المناصب والمكاسب السياسية، الشارع، أتبث بما لا يدع مجالا لشك، أنه أسمى من أن تمارس عليه الوصاية الفوقية، تحت مسميات واهية، واستحضارا لأزمات إقليمية، تختلف شروط قيامها وبين ما يعيشه المغرب، شكلا ومضمونا. المغاربة على مر الحراكات، لم يتجاوز سقف مطالبهم، الحق في الحياة والعيش الكريم، أي أن اخر شيء يمكنه أن يتملك عقل المغربي البسيط، الذي خرج، هو نزعته نحو السلطة، وعليه، فإن احتجاجاتنا، هي صرخات مدوية في وجه الظلم والاستبداد الاداري والمخزني، والفساد السياسي، المستشري بشكل، يؤدي في أحيان كثيرة الى ازهاق أرواح مواطنين أبرياء بدماءٍ باردة. الحق في الحياة الكريم، والحق في الشغل، والحق في الصحة والتعليم الجيد، هي مطالب كونية، تتلخص في مفهوم العدالة الاجتماعية، وهو ما نفتقر اليه في وطننا الحبيب، بشكل خطير، بل وتمادي صناع القرار، في الاجهاز على ما تبقى في حوزة المواطن البسيط، من حقوق. اليوم هناك دعوة الى التظاهر يومه الاربعاء 02 نونبر، بعد غدٍ استمرارا في معركة شهداء الكرامة، وعلى رأسهم شهيد الريف الابيْ، التظاهر بشكل سلمي، حتى انتزاع حقوق الهالك، ممن اعتصبوا حقه في الحياة. الوطن لنا لا لغيرنا، واهم من يعتقد بأن جيل اليوم، جيل ما بعد الربيع الديمقراطي، سيتخلى عن مغربه، أو مغربيته، بل وطنيون حتى النخاع، وسنقف الى أخر قطرة دم تسري في عروقنا، سداً منيعاً في وجه كل اشكال الاضطهاد والاستعباد والظلم. ناشط سياسي