انطلقت، في هذه الأثناء، عملية انتخاب الأمين العام لحزب الاستقلال، وذلك بالقاعة المغطاة التابعة لمركب مولاي عبد الله بالرباط، وهي العملية التي ينتظر أن تنتهي بعد حوالي أربع ساعات، ويشارك فيها في حوالي 1283 من أعضاء المجلس الوطني للحزب. ويتنافس في هذه الانتخابات كل من حميد شباط المنتهية ولايته، ونزار بركة حفيد مؤسس الحزب علال الفاسي والمدعوم من معظم قيادات الحزب، وعلى رأسهم نجل المؤسس عبد الواحد الفاسي. ويأتي تنظيم هذه الانتخابات اليوم السبت، بعد حوالي أسبوع من التأجيل إثر فشل رئاسة مؤتمر الحزب في تنظيم العملية الأسبوع الماضي بسبب سرقة عدد من بطائق العضوية والعثور على أخرى مزورة. وفي سياق ذي صلة، وجه المرشح للأمانة العامة لحزب الاستقلال نزار بركة، عشية أمس الجمعة، رسالة إلى أعضاء المجلس الوطني للحزب، قال فيها إن حزب "علال الفاسي" يواجه اليوم أزمة سياسية وتنظيمية عميقة على درجة كبيرة من الخطورة، وتهدد كيان وتماسك البيت الاستقلالي. ودعا نزار بركة أعضاء المجلس الوطني إلى عدم ترك الحزب للمجهول، وإخراجه من الأزمة التي يعيشها، معتبرا أن الأمر هو مسؤولية الجميع، مخيّرا الاستقلاليين بين إبقاء الوضع على ما هو عليه أو اختيار مشروع جديد. من جهة أخرى، اتهم الأمين العام المنتهية ولايته على رأس حزب الاستقلال حميد شباط، بعض الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية بالتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الأحزاب الديمقراطية، وخصوصا حزب الاستقلال. وقال شباط في تصريح إعلامي لقناة "الغد" الفضائية، إن "المتتبعين للمؤتمر العام الوطني 17 للحزب، لاحظوا من كان مسؤولا عن التنظيم وكيف اقتحم رجالات الأجهزة المؤتمر عن طريق شركة الأمن الخاص". وشدد شباط ضمن التصريح ذاته على أنه لم يكن مسؤولا عن أعمال اللجنة التحضيرية ولا عن اللجنة التنظيمية، مشيدا بعمل الأولى ومحملا الثانية ما وقع بالمؤتمر قائلا، إن اللجنة التنظيمية أخطأت يوم الافتتاح ويوم اختتام المؤتمر. وفي الإطار ذاته، لن يكون بمقدور أعضاء حزب الاستقلال غير القادرين على القراءة والكتابة، التصويت على أحد المرشحين المتنافسين في الوصول إلى الأمانة العامة للحزب، وذلك بسبب قرار اتخذته رئاسة المؤتمر العام السابع عشر لحزب الاستقلال. وينص القرار، بحسب رئاسة المؤتمر، على أن التصويت على الأمين العام للحزب يتم بكتابة اسم المرشح، مشيرة أن هذا القرار تم اتخاذه باتفاق بين رئاسة المؤتمر والمرشحين للأمانة العامة. كما تقرر أيضا التصويت على المرشحات والمرشحين لعضوية اللجنة التنفيذية عبر وضع علامة X، حيث ينتظر أن يتم التصويت على المتنافسين في هذه الانتخابات اليوم السبت بمركب مولاي عبد الله بالرباط. وأوضحت الرئاسة أنها اتخذت مجموعة من الخطوات من أجل ضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية الخاصة بالأمين العام وأعضاء اللجنة التنفيذية وتسهيل مسطرة التصويت والتدابير المواكبة. وفرضت الرئاسة على أعضاء المجلس الوطني الذين لهم حق التصويت الحضور إلى مركب مولاي عبد الله مرفوقين ببطاقة العضوية الخاصة بالمجلس الوطني وبطاقة التعريف الوطنية أو كل ما يثبت الهوية، مشددة على أنه لا يسمح بالدخول إلى القاعة المغطاة بالمركب إلا للمصوتين من أعضاء المجلس الوطني المنادى عليهم بعد إدلائهم بالوثيقتين السالفتي الذكر. وأوضحت الرئاسة في بلاغ لها، أنه تم تخصيص مخدع للتصويت لإجراء الانتخابات الخاصة بالأمين العام وأعضاء اللجنة التنفيذية على أساس الترتيب التسلسلي لعضوية المجلس الوطني المنشورة في جريدة "العلم" ليوم الخميس 5 أكتوبر 2017 الجاري وموقع الحزب. وشدد البلاغ الذي تتوفر جريدة "العمق" على نسخة منه، على أنه يمنع حمل الحقائب والهواتف النقالة أثناء عملية التصويت داخل المخادع المخصصة لهذا الغرض، مشيرا أن عملية التصويت بالنسبة لمنصب الأمين العام لمدة أربع ساعات ابتداء من انطلاق عملية التصويت.