هاجمت جماعة العدل والإحسان في بلاغ لقطاعها النقابي، وزارة التربية الوطنية بسبب الدخول المدرسي الحالي 2017-2018، مسجلة 13 ملاحظة سلبية، محذرة مما سمته "مخططات تخريب التعليم العمومي، والتنصل من المسؤولية الاجتماعية للدولة في توفير تربية وتعليم عموميين جيدين لأبناء الوطن". وأوضح القطاع النقابي للجماعة، قطاع التربية والتعليم، في بلاغ له توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن الدخول المدرسي الحالي عرف "هيمنة أجواء التذمر والاحتقان وسط عدد مهم من رجال ونساء التعليم، نتيجة الحيف الذي طالهم بسبب سوء تدبير ملف الحركة الانتقالية، من خلال اعتصامات وإضرابات ووقفات"، معتبرة أن الدخول المدرسي غاب عنه الجديد والمفيد، إلا من بعض الإجراءات المستعجلة والإصلاحات الشكلية. وأشارت الجماعة إلى "تأخر المواعيد والإجراءات التي التزمت بها الوزارة بخصوص الدخول المدرسي، كإنهاء مختلف تدابير الدخول متم شهر يوليوز، والحسم في استكمال البنيات التربوية والمادية، والانتهاء من تجهيز المؤسسات بالطاولات والسبورات، وطبع وتفعيل عدة القرائية، ومراجعة المناهج وطبعها في الآجال المحددة، وانطلاق خدمات الإطعام والداخليات، وكذا توزيع مليون محفظة". وسجل البلاغ "غياب رؤية واضحة في تدبير الموارد البشرية"، منتقدا "الاكتفاء بتلميع الواجهات، وهدر الجهود والموارد في الترميم والترقيعات عوض التصدي للإشكالات الحقيقية والاختلالات العميقة للمنظومة، وفي مقدمتها الارتقاء بالموارد البشرية – تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة المجالية – حكامة المنظومة – ضمان جودة التعلمات ووظيفية المناهج". وأضافت بالقول: "لقد اعتقد الكثيرون بعد الاعتراف الرسمي والصريح بأزمة المنظومة التربوية التعليمية في المغرب أن يتم الانخراط بجدية ووضوح ومسؤولية في استئصال مكامن الداء وبحث سبل الدواء، ولكن واقع الحال لا يدع مجالا للشك أن أصحاب القرار السياسي والتربوي بهذا البلد لم يملوا من تكرار نفس أخطاء الماضي، بل وأمعنوا في المغامرة بمستقبل الأجيال المقبلة وزجها في غياهب المجهول والضياع". وفي ملف الأساتذة المتعاقدين، قالت الجماعة إن الوزارة كلفت المتعاقدين بمستويات متعددة وبأقسام مشتركة في غياب التكوين البيداغوجي والديداكتيكي إلا سويعات عجاف اعتمدت فيها "بيداغوجيا الحشر"، مما ستكون له انعكاسات خطيرة على مستوى الأداء المهني وجودة التعليم، وفق تعبير البلاغ، لافتة إلى أن تنزيل مسالك الباكالوريا المهنية والدولية، والمسالك الجامعية للتربية، عرف "انسدادا في الأفق والارتجال، وافتضاح مخطط فرنسة التعليم وضرب التعريب والمجانية". كما انتقد البلاغ ما سماه "التلكؤ الكبير في تنزيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية على علاتها، وفي مقدمتها تجديد النموذج البيداغوجي – تجديد المناهج الدراسية – تأهيل الموارد البشرية – الإنصاف المدرسي"، مشيرا إلى "هيمنة أجواء التوجس والاحتقان بسبب التهديدات والإعفاءات التي طالت مجموعة من الأطر الإدارية والتربوية بشكل متسرع وتحت مبررات واهية، إضافة إلى الأطر المعفاة نهاية السنة الماضية بسبب الانتماء السياسي والنقابي، والترسيب المتعسف الذي مس عددا من الأستاذة المتدربين منذ الموسم الماضي". وبخصوص التعليم الخصوصي، اعتبرت الجماعة أن فسح المجال لمؤسسات التعليم الجامعي الخصوصي، سيساهم في "الإجهاز الممنهج على الحق في تعليم مجاني ومتكافئ وجيد، وقتل روح النبوغ والتميز والنجابة"، مسجلا "التغاضي عن مجموعة من الاختلالات والخروقات التي يعرفها التعليم الخصوصي، والتمكين للوبيات الريع التعليمي من جيوب المواطنين، عبر الارتفاع الصارخ لرسوم التسجيل والتأمين، والغلاء الفاحش للكتب المدرسية المستوردة". وأضافت أن الانخراط والتعبئة وسط الجسم التربوي عرفت ضعفا بسبب "تغييب الوزارة للإشراك الحقيقي للممارسين التربويين والمعنيين مباشرة بقضايا التعليم، والاقتصار على التواصل الإخباري مع النقابات التعليمية"، راصدة "الارتباك المفضوح في تدبير مسلك الإدارة التربوية، نتيجة رفض الوزارة إصدار الإطار المرجعي لهذه الفئة، وإقبار التكوين الأساس والمستمر بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، وعرقلة البحث التربوي، وعدم الإعلان عن مباريات ولوج مركز المفتشين". جماعة الراحل عبد السلام ياسين، حذرت من "مخططات تخريب التعليم العمومي"، مسجلة "بحسرة شديدة تمادي صناع القرار التربوي في هذا البلد في نهج سياسة التحكم والاستعجال، والإمعان في تضييع فرص الإصلاح الجاد، والإجهاز المباشر على حق أبناء المغاربة في تعليم مجاني ومنصف وجيد". وأدانت في البلاغ ذاته، "الاستهداف الخطير والممنهج للوظيفة العمومية عبر اعتماد التوظيف بالتعاقد، والسعي إلى ضرب استقرار ووحدة الأسرة التعليمية والنيل من كرامتها"، معلنة تضامنها مع "نضالات مختلف فئات أسرة التربية والتعليم المتضررة حتى تحقيق مطالبها المشروعة"، مطالبتة الدولة بتحمل مسؤوليتها في تحقيق تعليم جيد ومجاني للجميع، وتوفير شروط العمل الجيد والكريم لكل رجال ونساء التربية والتعليم.