اعتبر القيادي في حزب الاشتراكي الموحد، محمد الساسي، أن ما يجمع حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية أكثر مما يفرقهم، قائلا: "هم مستعدون للتضحية من أجل مصالح الحزب، وكلاهما يشتكيان من التحكم، ولا يعترفان بوجود الملكية البرلمانية". وأصاف أن المشكلة في المغرب سلطوية، "فالعدالة والتنمية يعتبر أن المشكل هو وجود البام، بينما يعتبر حزب الأصالة والمعاصرة أن المشكلة في المغرب هو وجود البيجيدي"، وفق تعبيره. وأوضح الساسي، الذي كان يتحدث خلال ندوة علمية خصصت لمناقشة انتخابات مجلس النواب، مساء اليوم بالرباط، أن المشكل يتمثل أيضا في كون الحزبين معا يستفيدان من التحكم فيدخل في منظومتها، وينتفضان عندما لا يستفيدان من التحكم، حسب قوله. وتابع المتحدث ذاته، أن حزب العدالة والتنمية كان خائفا أن يتم تزوير الانتخابات، حيث "لم يستطع أن يضمن حقوقه، فكيف بالأحرى أن يضمن حقوق الشعب، فهو لم يكن يدافع عن الديمقراطية أكثر مما كان يدافع عن حقوقه". وأردف أن من بين المستجدات الانتخابية لاقتراع 7 اكتوبر، هو بروز الثنائية القطبية في النتائج، والثلاثية القطبية في الانتخابات، "فبنكيران يسيطر على الساحة وبجانبه العماري، من جهة، ومن جهة أخرى بروز نبيلة منيب، المراة التي تقود السجال، فالكرة ترمى بين هؤلاء الثلاثة"، حسب تعبيره. واستطرد الساسي، بالقول، إن الكل في المغرب شارك في الحملة الانتخابية، حتى المقاطعون أنفسهم، فالجميع أصبح يعيش الآثار الفعلية، موضحا، أن النقاش حول الانتخابات أصبح يمتد. من جهة أخرى، اعتبر الساسي، أن "من مستجدات الانتخابات الأخيرة نزول المثقفين للميدان، حيث كان هناك نداء قام به المثقفون حول ترشيد الفعل الثقافي، وهناك رسالة منهم موجهة لمنيب، ومثقفين من أحزاب معينة خرجوا من الالتزام الحزبي وتصرفو كمثقفين" . وأكد الساسي، أن هناك أولويات جديدة للمغاربة، لوحظت أثناء مشاركته في الحملة الانتخابية، تتمثل في انشغال الأسر بالأمن، وفق تعبيره.