أهدر المجهول الفرصة ، فبكى و تباكى في حضوري على ما ضاع منهطلب نصيحتي قلت له لا لا تضعف ، فأنت مسافر في الحياة لغاية أسمى من دنيا تصيبها او امرأة تنكحها.. فسر على سنة : لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ، فمن أغذى على شئ نال منه. أصحاب النظرة السوداوية والسلبية ينظرون إليه أنه نهاية الحياة فيجلس الشخص يندب حظه، وينتظر اللاشيء، بينما هناك أصحاب النظرة الإيجابيّة الذين ينظرون إلى هذا الفشل بأنه بداية النجاح، وبأنهم قد تعلّموا من هذا الفشل لعدم الوقوع بالخطأ مرةً أخرى، ويبدؤون من جديد . مما لا شكَّ فيه أنَّ الكثير من العلماء والعظماء مروا خلال مراحل حياتهم بالفشل، ولكنهم لم ييأسوا وإنما انطلقوا من جديد، حتى وصلوا إلى النجاح، وكان من أعظم الأمثلة هو توماس أديسون الذي قال أنه فشل آلاف المرات حتى وصل إلى النجاح في النهاية، وقد عبّر عن كل مرةٍ فشل بها بأنه اكتشف طريقةً جديدةً للنجاح. لعل سبب الفشل راجح لعدم الثقة في النفس، فعندما تكون ثقة الشخص بنفسه مهزوزة تكون قدرته على الإنتاجية قليلةً جداً وبالتالي تزداد سهولة وقوعه في الفشل والانسحاب. أيضا الجلوس والاختلاط بكثرة مع الأشخاص ذوي النظرة السلبية والسوداوية لأمور في الحياة، فهذه المشاعر تنتقل من شخصٍ لآخر عند مخالطة الناس السلبيين بكثرة، فيبدأ يتبرمج الدماغ والعقل الباطن على الفشل، وعدم القدرة على النجاح بالتدريج. فالفشل هو صقل لتجارب الواحد منا ، وإصلاح لمنحنى حياتنا ولبنة فى صرح نجاحنا ، يُعرف رئيس الوزراء البريطاني السابق " ونستون تشرشل النجاح تعريفاً جميلاً فيقول : النجاح هو القدرة على الإنتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماستك ، وكأنه جعل من الفشل أصلاً من أصول النجاح لا يتم إلا به ... ولا يكون إلا بتذوقه ، لكن هل معنى هذا أن نرضى بالفشل ونستكين له ؟! بالطبع لا ، وليس هذا مربط فرسنا ، بل هو أبعد ما يكون عما نريد ، فما أريده منك أن تؤمن بشىء فى غاية الأهمية ... هو أن الفشل وارد جداً ، ما دمت قد قررت أن تصنع شيئاً ، والإخفاق قريب من الشخص الذى ينشد التغيير. والرد المناسب على الفشل هو النجاح الكاسح ، والتعامل الأمثل مع الإخفاق يكون بتكرار التجربة ، وإعادة الكرة ، ودراسة أساباب الإخفاق للتغلب عليه. من الناس من كان قريباً جداً من النجاح حينما قرر التوقف والإستسلام للفشل .... كثيراً من البشر يتوقفون ليجنوا مرارة الفشل ولا يدركون كم كانوا قريبين لو تسلحوا بالصبر والعزيمة من النجاح والتفوق. حينما تتعثر أو تكبو ذات مرة لا يعنى أنك إنسان فاشل .. من طبيعى أن تحزن عند الفشل ، وتتألم من الإخفاق ، لكن من المهم جدا ألا تدع المشاعر السلبية تسيطر عليك وتضيق الخناق حول عنقك ، من الأهمية بمكان التفريق بين محاسبة النفس لتتعلم من الخطأ ، وبين جلد الذات والإنغماس التام فى تأنيب النفس وتوعدها ونعتها بالغباء وعدم الإدراك. ليس الإخفاق فى العمل مؤشراً على أنك إنسان لا تستحق هذا العمل وأنك يجب أن تبحث عن عمل غيره .. كلا .. الفشل فى تجربة يجعلك أكثر وعياً عند تكرار التجربة نفسها ، ويقلل من نسبة وقوعك فى الأخطاء السابقة ، بشرط أن تتعلم من أخطائك السابقة جيداً. فالخبرات التى أضفتها إلى صندوق تجاربك لا تقدر بثمن _ ثم إن الحياة ما هى إلا مجموعة تجارب ، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يحمسنا دائماً قائلاً : الأعمال بخواتيمها ، والعبرة بالنهاية . اخيرا تذكر هذه القولة: النجاح ليس معلما جيدا ، الفشل هو من يعلمك التواضع . فالفشل في الأخير اما أن يكون هو صانع القرار في النجاح أو قد تكون على شفا حفرة من الاستسلام .