- لدي مشكل كبير يرتبط بعدم القدرة على تحمل المسؤولية عن تصرفاتي. سأبلغ قريبا سن الثلاثين، ويتعين علي تسديد الكثير من الديون، فضلا عن فشلي في عدد من العلاقات، وميولي نحو الكذب و عدم قدرتي على مواجهة الواقع. أحس أن مشاكل الماضي لا يمكن حلها، كما أن أخطاء الماضي تأخذ الكثير من وقتي، ورغم أني المسؤولة الوحيدة عن وضعي، أجد نفسي غاضبة وغير راضية عنه، وأحس بأن السعادة تركتني. الواضح من سؤالك أنك لست شخصا لا أمل فيه، ويظهر كذلك بأنك تجيدين تحليل نفسيتك من الداخل، ويكفي الآن إيجاد الحل للتغلب على هذا الوضع. لا أود التقليل من خطورة الأعراض التي تحدثت عنها، لكنها شائعة جدا. ففي عصرنا الحالي، أضحينا نفشل بشكل كامل في تقدير القيمة الحقيقية لوجودنا في هذا العالم. وبدل ذلك نتصور أن الأيام السعيدة تعود إلى الماضي، وبالتالي نضيع وقتنا في التحسر عليها، أو أن السعادة تنتظرنا في نقطة ما في المستقبل، وبالتالي نركز على تلك النقطة بقصور نظر. إن الحياة مليئة بعوامل الإحباط، والغيرة، ومن وقت لآخر، يسود الإحساس الغامر لدى الأشخاص بإجحافها في حقهم، لكن سيكون خطأ كبيرا ترك أحاسيس سلبية مماثلة تتحكم في حياتنا وتملي علينا اختياراتها، وتحدد مسار القادم من الأيام. المشاعر هي نتاج عقولنا، وفي إمكاننا تدريب أنفسنا على طرد تلك المشاعر أو احتضانها. إن اختيار التركيز أساسا على الجوانب الإيجابية بدل ما هو سلبي أمر غاية في الصعوبة، وقد تفشلين في القيام بذلك. كما أن وصفك الدقيق والواضح لنقط الضعف التي تعانين منها هو في حد ذاته المحفز لأجل الشروع في تغيير نظرتك حول الحياة. وإذا اتضح لك بأن عملية التعرف على ما هو إيجابي في حياتك صعبة للغاية، فما عليك سوى تخصيص بعض الوقت للتعرف عن قرب على معنى المعاناة في أحد الأطراف المهمشة، واكتشاف معنى الكفاح اليومي لأجل العيش وكسب لقمة العيش، كإمضاء بعض الوقت مع أسرة فقيرة.