هل استمتعت يوماً بفشلك مع دروس الحياة الباهظة الثمن؟ هل فشلت في تحقيق شيء مهم في حياتك؟ هل نسيت أحلامك وتعبت من كثرة الفشل؟ ما هو تأثير الفشل والإحباط على عقلك وجسمك وروحك؟ لماذا بعض الناس يفشل باستمرار؟. فما من إنسان عاش هذه الحياة إلا وذاق النجاح والفشل. الفشل هو الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يحققه كل إنسان دون أن يبذل أي مجهود. للنجاح طريق واحد، وللفشل أبواب عدة ودرجات مختلفة. والنجاح يولد من رحم الفشل لكن ذلك يحدث فقط للذين يتعلمون من تجاربهم وتجارب الآخرين. فأهلا بالفشل إن كان سيقربك إلى الله وتتحرك لتحقق ما تريد. ليس المهم ما حدث لك في الماضي ولكن ماذا ستفعل الآن هو الذي سيصنع الفرق في حياتك،وحتى تتغير الأمور يجب أن تتغير أنت أولا وليس الآخرين. أفعال صغيرة تقودك إلى نجاحات كبيرة. لأن كل شيء خلقه الله تعالى بسبب وما حدث لك حدث بسبب ربما كان يهيئك لأمر ما. الفشل هو الخطوة الأولى نحو النجاح وليس نهاية الطريق بل هو البداية دائما. أعلم أن الفشل هو نعمة وحالة أذا لم تمر بها لا يمكن أن تنجح وتكتشف نفسك. عندما تفشل في شيء فهذا لا يعني النهاية إن جعلتها درس للبداية،راجع وضعك الحالي وغير الإستراتيجيات متى ما لمست عدم جدواها. جميعنا نمر بالفشل والكثير منّا يعتبر الفشل نقمة على الإنسان ولكن إذا لم يوجد الفشل فقدنا التجربة والخبرة في الوصول إلى الهدف الذي نريده. "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، 11- الرعد. إن الفشل هو سر النجاح والحياة، وسر الأحلام والطموح، فالفشل هو النقطة المحفزة لعقولنا. وكما لك الحق في العيش في هذا الوجود، فإن لك الحق أن يكون لك دور في الحياة، وإصرارك على أداء هذا الدور هو الذي يجعلك قادراً على تحقيقه بثقة ويقين. القصور المبنية على الرمال، سرعان ما تدمرها الرياح والمياه، كذلك نجاحات الصيد في الماء العكر، وأن الممكنات أكثر من المستحيلات، وأن كل أمر مستحيل يحيط به ألف أمر ممكن. جرب ما لم يجربه غيرك، والمطلوب أن تكون مرناً حتى مع خططك كما هو مطلوب في تعاملك مع نفسك. والمحاسبة لا تعني المحاكمة، ولذلك فهي ليست من أجل إصدار أحكام إدانة أو براءة، وإنما هي من أجل تحسين العمل وتطويره، ولكن حاسب نفسك بتجرد، لتتجنب محاسبة الآخرين لك بانحياز."وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصيبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون، أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون". بعض الناس يمشي بالحياة ويضع فشله أمامه، وبعض الناس يمشي بالحياة وتجاربه السابقة تساعده وينطلق من جديد. حكمة تقول "أذهب خلف حلمك مع رغبة جادة وعزم وتصميم فأما أن تنجح وأما أن تتعلم وتكبر"، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً". ربما ما يراه الناس منك هو فشل، هو بالحقيقة خطوة نحو نجاحك الأكيد، لذلك عليك أن تصعد فوق فشلك، وتمشي فوق الجرح والألم لتصل إلى شواطئ السلام والنجاح، لو شغلت فكرك بالنجاح ستنجح، ولو شغلت فكرك بالفشل ستفشل. كثير من الناس تتولد مشاكلهم من عدم وجود مشاكل لديهم، فيتحولون هم إلى مشكلة، يقول أحد حكماء الهند لتلميذه: "إننا لا نستطيع منع العصافير من التحليق فوق رؤوسنا ولكن نستطيع منعها من بناء أعشاشها في شعرنا"، هناك شخص تأخذه الكبرياء بتأنيب الضمير أو العزة بالإثم فيبرر فشله بإسقاطه على الآخرين والظروف المحيطة به ولا يعترف بالتقصير لتحقيق النجاح. وشخص أخر يغرق في بحر الفشل ويعيش الصدمة ويحاول أيجاد العزاء لنفسه وذلك بالتشبث بتجاربه الناجحة الماضية أرضاعا لغروره،وفي بعض الأحيان يسيء لنفسه أكثر بالتحدث عن هذا الفشل مع الأشخاص الذين عرفوه بنجاحاته أو الأشخاص الذين لا يعرفونه و ذلك لإيجاد تبريرات أمامهم. ونوع آخر يعبر عقبة الفشل بالثبات والإرادة، وأي تجربة سلبية أو إيجابية تدفعه لنجاح آخر، والتفكير بأسباب هذا الفشل وطرق تفاديه في المستقبل. فالناجحون لا يولدون بل يصنعون، فلنترك الفشل ولنبحث عن النجاح، نعم ابحث عن النجاح في نفسك، أبحث في نفسك عن مصدر القوة والطاقة، أكتشف في ذاتك عن مكامن القوة والقدرات لديك، أبحث عن الشيء الرائع الذي تقدر أن تقدمه لنفسك ولمجتمعك. إن تجاوز الفشل عبر جسر النجاح يصنعه أصحاب الإرادة القوية، يصنعه صُنّاع النجاح بالثبات والكفاح. فإذا كان الفشل يمثل خطوة للوراء؛ فإن تحويل الفشل إلى نجاح يمثل خطوات للأمام تدفع صاحبها لمزيد من الإنجاز. الناجح قد يفشل والفاشل قد ينجح، "وتلك الأيام نداولها بين الناس"، ولذلك ليس الفاشل من يقع في الفشل، إنما الفاشل من يقع فيه ثم يرتضيه ويكرر نفس الخطأ. فالحياة عبارة عن سلسلة من التجارب والخبرات، بعضها جيد والآخر سيء، وكل واحدة من هذه الخبرات تجعلك أكثر قوة على الرغم من أنه غالباً ما تغفل عن إدراك ذلك! فكما يقول المثل "الضربات التي لا تقصم الظهر تزيده قوه". يختلف معنى ومفهوم الفشل من فرد لآخر ولكنه بالنهاية إحساس صعب إيجاد وصف لمعانيه. نعيشه ونتعرض له ونتألم منه وأحيانا يلازمنا ولا يفارقنا، ولكن لولا الفشل ما عرفنا طعم النجاح. أحيانا يكون الفشل نابع من تقصيرنا في السعي بشتى الوسائل للنجاح، وأحيانا يفرض علينا هذا الفشل ونخضع لظروف قاهره فوق كل الأسباب. والفشل ليس عيبا بل هو ممر كلنا نعبر ولنعتبره تجربة، ومن الأخطاء والفشل تعلمنا الكثير، والحياة كلها عبر وتجارب، ولكن هل تستطيع أن تتحدى فشلك وأن تبدأ من جديد؟ ما هو إحساسك وشعورك عندما يقال لك أنت إنسان فاشل. أحيانا يكون الفشل هو طريق النجاح. اقتنع بأنك قادر على التغلب على مرارة الفشل، اعلم أن الأمس انتهى وغدا يوم جديد،الفشل لا يهدمك، وتسلح بالأمل وتوكل على الله، ولا تفقد الثقة بنفسك وبقدراتك، وأعلم أن الحياة تجارب فشلت اليوم وغدا ستنجح بأذن الله.