كيف تكون ناجحا ؟ محمد اضريف أستاذ وباحث جميع الناس يبحثون عن أسباب النجاح ومقوماته، والجميع يعتقدون أنها صعبة المنال . البعض منا تولد معه و الآخر يحاول جاهدا اكتسابها. وقد يتحقق حلم الطرفين في النهاية ولكن الأول يسير بسلاسة ويسر، والثاني بقدر كبير من الجهد والانضباط .. الفرق بين الناجح بطبعه ومن يحاول النجاح ، كالفرق بين من يولد رشيقاً ومن يهلك نفسه بحمية غذائية قاسية وتمارين رياضية مجهدة كي يصبح كذلك. الأول نتيجة طبيعية لبيئة جيدة وظروف مناسبة ،والثاني "مكافح " ، يدرك أكثر من غيره صعوبة الإنجاز وأهمية التضحية ..وسواء كنت ناجحاً بطبعك أو تسعى لتحقيق ذلك فاعلم أن الإنسان الناجح هو من يملك أكبر قدر من مبادئ النجاح. وهذه المبادئ تختلف في أهميتها باختلاف الهدف الذي نسعى إليه. ولكن يمكن القول أن هناك أربعة مبادئ يصعب إنجاز أي هدف بدونها: المبدأ الأول: الالتزام ببرنامج واضح وخطة مدروسة. .. دون الالتزام ببرنامج واضح نحو هدف معين لن تصل أبداً. يتوجب عليك في البداية أن تحدد هدفك بكل دقة ثم ترسم الخطة المناسبة مع تقديرالزمن المتوقع لتنفيذها. فكر في طرح أكبر قدر من الحلول ثم خذ أفضلها وأقربها للواقع .. الفرق بين الناجح والفاشل أن الأول يسير بخطى مدروسة نحو هدف معلوم في حين يسير الثاني عشوائياً بغير التزام ولا خطة ولا طموح (أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم!) المبدأ الثاني: نظم وقتك ولا تستسلم للعشوائية. .. تنظيم الوقت جزء من الالتزام الشخصي السابق ، فالجميع يشكو من ضيق الوقت وقلة الفرص ، ولكن الحقيقة هي أن معظمنا يعيش بطريقة عشوائية فينهي يومه بلا إنجاز حقيقي .. تخيّل لو اقتطعت من كل يوم ساعة واحدة فقط .. ومن هذه الساعة اقتطعت ثلاثون دقيقة لحفظ القرآن ، وعشر دقائق لحفظ حديثين ، وعشر دقائق لحفظ خمس كلمات إنجليزية ، وعشر دقائق لحفظ خمس كلمات فرنسية .. فإن التزمت بهذه الخطة سيأتي يوم تختم فيه القرآن وتتقن لغتين أجنبيتين وتحفظ قدراً هائلاً من الأحاديث النبوية (وتذكر أنها ساعة فقط !!) المبدأ الثالث: استغلال الفرص والاستعداد لها. .. كل واحد منا يولد ومعه رصيد معين من الفرص. البعض يستغلها بشكل جيد والأغلبية تضيع منهم لمجرد أنهم فوجئوا بها ، لذا إن أتتك الفرصة وشعرت برغبة جامحة في الهرب منها فاعلم أنها لحظة المغامرة وعناد الذات... ليس هذا فحسب بل يجب أن تستعد مسبقاً وتهيئ نفسك للمفاجآت ، فالحكيم هو من يستعد لجميع المفاجئات . المبدأ الرابع: الثقة بالنفس والايمان والتوكل على الله ! .. من الطبيعي أن تفشل لمرات عديدة ولكن لا يجب أن يؤثر هذا بثقتك بنفسك ، فالفشل تجارب أولية ،قد تصبح أحيانا ضرورية للوصول للتركيبة الناجحة ، ولكن المشكلة أن معظم الناس ينسحبون من أول تجربة وبالكاد يخوض الثانية. يقول "بريخت" :{لولا الأخطاء لما تقدمت الإنسانية}ويقول "باشلار":{أيها الخطأ لست دائما شرا} يجب عليك إذا أن تمتلك الإصرار والثقة بالنفس ولا تقف ساكناً تجتر الأفكار المثبطة للعزائم .. بل على العكس من ذلك ، يجب أن تتوقع ظهور العقبات والحاسدين والظروف المعاكسة .. وحين تخور قواك بعض الشيء تذكر بصدق أن "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن" و"أن الله يحب العبد الملحاح "، حاول ثم حاول وأعد المحاولة مرارا حتى يتحقق المبتغى ولو في المرة الألف ، فالمهم هو النجاح أخيرا وليس عدد المحاولات المبذولة !!!