تسببت الوضعية المهترئة لفرعية "أيت تمكونت" التابعة لمجموعة مدارس "أيت عتيق" أيت مرغاد، بجماعة "تيلمي" القروية نواحي تنغير في إقالة خالد فتاح المدير الإقليمي للتربية والتعليم بتنغير. وظهرت الحالة المزرية لهذه الفرعية في فيديو قصير صوره الزميل ميمون أم العيد نُشر أول أمس الأربعاء، مما أدى إلى إعفاء المدير الإقليمي لوزارة التربية والتعليم الذي تم تعيينه شهر فبراير من سنة 2016. ومن جهتهم، وصف مجموعة من النقابيين بإقليم تنغير قرار إعفاء فتاح بأنه "قرار متسرع"، لأن مئات من المدارس بالإقليم في وضعية أكثر رداءة من الفرعية التي ظهرت على الفيديو. وفي هذا الصدد، قال محمد ابن تيزى، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، في تصريح لجريدة "العمق" إن "هذا الإعفاء يأتي في سياق إعفاءات سابقة أحاط بها الكثير من علامات الاستفهام بمديرية تنغير،خاصة منها إعفاء رئيس مصلحة الحياة المدرسية سابقا وكذا المدير الإقليمي السابق". وأضاف ابن تيزى، أن "هذا القرار اليوم بحق المدير الإقليمي خالد فتاح إن صح أنه تم بسبب شريط الفيديو المذكور، فهو قرار لا يمكن وصفه إلا بكونه مجحفا وقاسيا في حق المسؤول الأول عن التعليم بإقليم تنغير والذي باشر مهامه بالإقليم خلال سنة ونيف فقط". وتابع المتحدث ذاته،أن"الجميع يعلم أن المدارس والفرعيات بقرى وجبال الإقليم تعاني من الهشاشة وأحيانا التخريب الممنهج في ظل غياب الأسوار وحراس المدارس، ويبقى السؤال الأهم موجها للوزارة قبل غيرها: هل توفر الوزارة ميزانية صيانة البنايات وترميمها؟ أم أن منطق كبش الفداء هو السائد مع أجواء عيد الأضحى؟" ومن جانبه، أوضح محمد ابريجا الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم الاتحاد المغربي للشغل، في تصريح مماثل، أن "هناك عشرات من المديرين الإقليمين ومديري الأكاديميات والمديرين المركزيين بمنطق تراتبية المسؤولية، يجب أن ينالوا نفس القرار لأن المدرسة موضوع أو سبب الإعفاء ليست حالة معزولة بل واقع يوجد حتى في كبريات المدن وضواحيها مثل الرباط والدار البيضاء ومراكش". وتابع ابريجا، قائلا: "نتمنى ألا تفتح مثل هذه الفيديوهات أو التغطيات الإعلامية الباب مشرعا أمام قرارات انتقامية إقصائية وأن يتم توجيه الاهتمام نحو إصلاح حقيقي للمنظومة، ليس فقط فيما يتعلق بالبنايات بل بإصلاح أوضاع العاملين بالقطاع واحترام كرامتهم وإيلاء مسألة القيم الاهتمام اللازم". يشار أن وزير التربية الوطنية محمد حصاد قد قام الأسبوع الماضي بزيارة تفقدية لعدد من المؤسسات التعليمية بكل من ورزازات وزاكورة، وأكد الوزير خلال هذه الزيارة، قائلا: "سأضطر إلى اتخاذ إجراءات تأديبية ولا يمكنني العمل مع أشخاص خارج السرب، إما أن ينخرط الكل في هذا الإصلاح أو لا يمكننا الاستمرار في هذه الوضعية".