أطلقت أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي نداءً شعبيا أطلقت عليه "نداء مراكش"، دعت من خلاله إلى مواجهة ما أسمته "السلطوية التقليدية" و"الأصولية الرجعية"، عبر التصويت المكثف للوائح الرسالة في استحقاقات الجمعة المقبل. واعتبر نداء رفاق منيب بمراكش، الذي اطلعت عليه جريدة "العمق"، أنه "إذا كانت طبيعة مرشحي الأحزاب المخزنية واضحة من حيث ارتكازها على شبكات الفساد والاستحواذ على المصالح الخاصة والامتيازات والمضاربات العقارية، فإن خصوصية مدينة مراكش التي تميزها بالنسبة لانتخابات 7 أكتوبر المقبلة تتطلب توضيح بعض الحيثيات التي تحتم العمل، بنفس القوة والحزم، على قطع الطريق أيضا على حزب «تجار الدين»"، وفق تعبير الوثيقة. واعتبر النداء ذاته، أن الوضع الوطني عرف طيلة عقود محاولات مستمرة لإفراغ الحياة السياسية، من خلال ما اعتبره "إضعاف الحركة الديمقراطية الأصيلة وتجريف المجتمع من نخبه الفاعلة وتجفيف لمنابع قيم التقدم والحداثة، من قبل السلطوية التقليدية". وأضاف أن البلاد اليوم "تدفع دفعا وبإصرار مجنون، نحو صراع زائف في شكل ثنائية قطبية مصطنعة، طرفاها من جهة قوى الفساد المخزنية التي تدعي حداثة عرجاء وتدعم المحافظة على دولة سلطوية، ومن جهة أخرى قوة أصولية رجعية تستظل بنفس السلطوية، وتركب صهوة ديمقراطية عوراء، وتنفذ سياسة اقتصادية ليبرالية متوحشة ومعادية للحريات الفردية والحقوق الاجتماعية". واعتبر المصدر أنه على مستوى مدينة مراكش، "تتنافس من جديد نفس الوجوه التي ينتمي جلهم للحزب "الأغلبي" أو الأحزاب الإدارية المدعومة ومنهم من متابع في ملفات الفساد ونهب المال العام ومنهم وزراء، بل بينهم رئيس الحكومة نفسه". وتابع "وإذا كان سماسرة الانتخابات، من مختلف الأحزاب المخزنية التقليدية منها و"المستحدثة"، لم يقدموا لعدة عقود لمدينة مراكش ما تحتاجه من خدمات وليس لهم ما يقدمونه لها لأنهم فرضوا دوما على سكانها أن يعيشوا تحت رحمة العطالة والإجرام والانحراف وتجارة المخدرات، فإن تجار الدين والأحزاب المخزنية الذين لا يسكنون مراكش وهي لا تسكن قلوبهم فقد جعلوا منها مجرد خزان انتخابي لزعمائهم، وتركوها بالتالي غارقة في ظلمات الفقر والجهل وفريسة لتغلغل جماعات التطرف "الإسلاموي" المختلفة ظاهريا والمتفقة على الدعم والنصرة لبعضها البعض خفية أو مافيا ناهبي المال العام". إلى ذلك، دعا نداء مراكش لفيدرالية اليسار إلى تغليب روح المواطنة والغيرة على المدينة العريقة والمكافحة، من أجل "نهوض شعبي ديمقراطي عارم بمناسبة انتخابات 7 أكتوبر النيابية، خلال الحملة الانتخابية وفي يوم الاقتراع"، كما دعا النخب المحلي إلى المساهمة في "تأطير وتوسيع هذا النهوض، بهدف استثمار هذه اللحظة المفصلية من أجل التصدي معا على مستوى مدينتنا لكل من لوبيات الفساد المخزنية والجماعة الأصولية الرجعية، باعتبارهما وجهان لعملة واحدة هي السلطوية التقليدية، ولا يتنافسان إلا على من يكون الخادم المفضل للمخزن الذي هو أصل كل «تحكم»"، وفق نص النداء.