ترتدي السواد…عينان كالسهام…رجوع إلى الطفولة واسترجاع لذكريات محنطة، لم يسبق لها أن دخلت قبر النسيان، يوم غائم، وجه شاحب، وكاريزما متوحشة توحي بالقوة والإستقلالية… صعدت السلالم وأغلقت النوافذ، إنها مرحلة حاسمة وصعبة، تستلزم التشديد وكسر أحاسيس العاطفة، الإبتسامة خطيئة، عقابها أبدي. بنبرة حزينة تتحدث… كثيرا ما كانت تبحث عن السعادة، أو أن تجد لها مفهوما ضمنيا لدى الآخر، لكن بمجرد أن وضعت رأسها على الوسادة، تذكرت مشهدا وصفته بالمشهد الموجع. تخيلت وأحست عمق انتظارا ته، فأوجست نفسها خيفة ليست كباقي المخاوف، خوف يفرح ويقرح، يشعل نارا لا يطفئها صبر ولا جبر خاطر، غزارة الدموع أو نيران الحسرة والتذمر لا تجدي نفعا، ما الحل؟ تناقضات دفينة تولدت عن شئ بمعنى واحد، أفراح عمت المكان وأهازيج ينعم بها قلب ذاق من الجروح ما قدر، وأحاسيس عزاء لم يكتب لها الموت بعد. أصبحت مثلك تغيب وتغيب ولا يوجعها الفراق، ها هي اليوم تحمل أمتعتها وتتجه إلى جدران لا مصدر للحب والحنان فيها كما تعودت، الكل صارم، الكل غاضب، الكل يجعلها تتساءل. أحاسيس متناقضة تربعت على عرش دواخلها، تدور بين السلبية والإيجابية. بدأت يوما مميزا، عزمت فيه السلام والأمان، بعيدة عن الخوف من الخذلان والغدر والخيانة، أصرت أن تعيش أحاسيس السعادة رغم أنها باتت تكره اعتقادات لا تطابق واقعها المرير، لكنها تحاول أن تعيش واهمة، ففي أوهامها تستطيع الإستمرار والبقاء روحيا على قيد الحياة . أصرت أن تحافظ كذلك على ممتلكاتها الخاصة، ليس المقصود هنا مالا أو هاتفا غالي الثمن أو حتى أحمر الشفاه، إنها تتحدث عن مذكرات سرية، كتبت عليها رغبات بريئة تسعى جاهدة تحقيقها، وأخرى باتت دفينة يستحال وقوعها. إنها تائهة في دروب الحاضر وأشفق على حالها.