وجه عدد من الحقوقيين والإعلاميين والكتاب، عريضة إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، للمطالبة بإلغاء زيارة رئيس الجمهورية السوداني عمر البشير للمغرب خلال غشت المقبل، وذلك على خلفية تداول صحف سودانية لخبر زيارته بدعوة رسمية من الملك محمد السادس، معتبرين أنها "لا تخدم مصالح الشعب المغربي". وقال الموقعون، إنه و"نظرا لأزمة العدالة والمساءلة وسيادة القانون التي تعيشها بلادنا حاليا، نحتج بقوة على دعوة البشير إلى المغرب، ونطالب الحكومة المغربية برفض استضافة الدكتاتور الهمجي وبالإبقاء على مسافة بينها وبين مجرمي الحروب والهاربين من العدالة الدولية" وفق تعبيرهم. وأشار الموقعون، إلى أنه "لا يشرف بلدنا أن تطأ أرضه قدما رئيس سفاح يمثل النقيض المطلق للقيم الأساسية، التي يطمح إليها الشعب المغربي من احترام لحقوق وكرامة الإنسان وخدمة العدالة وسيادة القانون والديمقراطية" حسب قولهم. وجاء في العريضة التي توصلت جريدة "العمق" بنسخة منها، أن "الرئيس السوداني مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت في حقه مذكرتي توقيف في عامي 2009 و2010، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتنظيم "إبادة جماعية وفظائع أخرى" في إقليم دارفور، غرب السودان، وهي اتهامات، اعتبرتها العريضة، في قمة الخطورة كانت قد وثقت معظمها اللجنة المستقلة التي عينتها الأممالمتحدة في عام 2005 لتقصي الحقائق في دارفور والتي أوصت مجلس الأمن بأن يحول الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية. واعتبرت العريضة ذاتها، أن "يد البشير ملطخة بدم الأبرياء، وجرائم نظامه العنصري أودت بحياة أزيد من ثلاثة مائة ألف مدني فضلا عن تشريد الملايين وحملات القصف العشوائي والمذابح الجماعية والتهجير ألقسري والاغتصاب الممنهج والقمع الرهيب للمعارضة السودانية الديمقراطية ولنشطاء المجتمع المدني الحقوقي وجرائم أخرى لا تسقط بالتقادم ولم تتوقف قط، بل زادت حدتها واتسعت رقعتها". وهذه لائحة الحقوقيين والإعلاميين والأكادميين وعدد من المواطنات والمواطنين الذين وقعوا على هذه العريضة: عائشة البصري(الناطقة الرسمية السابقة باسم بعثة الإتحاد الإفريقي والأممالمتحدة في دارفور)، عبده برادة(صحفي)، عبد الرحيم الجامعي(محامي،النقيب السابق لهيئة المحامين)، عبد الله حمودي (أستاذ جامعي)، خديجة الرياضي (حقوقية، فائزة بجائزة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان)، صمد ايت عائشة(صحفي)، يوسف الريسوني (حقوقي)، بشر بناني (ناشر)، عمر بروسكي (أستاذ جامعي، صحفي)، أحمد الهايج (حقوقي،أكاديمي)، علي أنوزلا (صحفي)، عبد الله زعزع (حقوقي)، زينب الغزوي (صحفية)، عبد الحق سرحان (كاتب، أستاذ جامعي)، عبدالرزاق بوغنبور( رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان)، فاروق شرايبي (مترجم فوري للمؤتمرات)، عبد العزيز النويضي (محامي، أستاذ جامعي)، فؤاد عبد المومني (حقوقي)، محمد مدني (أستاذ جامعي)، هشام المنصوري (صحفي، حقوقي)، ادريس بويسف الركاب (كاتب)، سيون أسيدون(حقوقي)، ربيعة بوزيدي (حقوقية)، عبد الاله بن عبد السلام(منسق الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الانسان)، عماد ستيتو(صحفي)، إقبال الريح (طبيب)، شامة درشول(إعلامية)، سناء اليونسي(إعلامية)، لطيفة البوحسيني(أستاذة جامعية وأكاديمية)، المعطي منجب (أستاذ جامعي)، محمد المسعودي (محامي، حقوقي)، بدر زروال (ناشط جمعوي)، السلامي محمد(فاعل سياسي)، عزيز بودراع (ناشط جمعوي)، فتيحة اعرور (كاتبة،إعلامية)، خالد البكاري (أستاذ جامعي)، نجية لبريم( حقوقية وسياسية). وكان الناشط الحقوقي والأمازيغي أحمد عصيد، قد اعتبر في وقت سابق، أن زيارة رئيس الجمهورية السوداني عمر البشير للمغرب خلال غشت المقبل، تعد انتكاسة للمملكة. وتساءل عصيد في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، بالقول "مجرم الحرب والهارب من العدالة الدولية هل يزور المغرب في 3 غشت المقبل؟"، مضيفا أن الصحيفة السودانية "آخر لحظة"، أوردت بالأمس خبرا يعلن عن زيارة الرئيس عمر البشير إلي المغرب يوم 3 غشت المقبل، ومعلوم أن الرئيس المذكور مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية ومتهم بالإبادة الجماعية وبجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، حيث قتل ما يزيد على 300000 مواطن بدارفور وشرد أزيد من مليونين من السكان". كما تساءل عصيد، عن "أية رسالة يريد المغرب أن يرسلها للعالم، احتقار ضحايا نظام من أبشع الأنظمة في المنطقة؟ أم احتقار وتحدي للقانون الدولي وللعدالة الدولة؟"، مشيرا إلى أنه و"في كل الحالات، على الضمائر الحية في بلادنا أن ترفض هذه الزيارة وأن تعتبرها انتكاسة للمغرب الذي يدعي احترام سيادة القانون ويناهض الفظائع التي ارتكبها هذا النظام العنصري السوداني في حق القبائل غير العربية في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق". وختم الناشط الأمازيغي تدوينته بالقول، و"بدل استقبال مجرم حرب هارب من العدالة الدولية، يجب على المغرب أن يكمل عضويته في المحكمة الجنائية الدولية ويصادق على قانون روما". وكانت صحف سودانية قد أشارت إلى أنه "من المرتقب أن يقوم رئيس الجمهورية السودانية عمر البشير، بزيارة إلى المغرب في الثالث من غشت المقبل". وحسب صحيفة "آخر لحظة" السودانية، فإن الزيارة تأتي بدعوة رسمية من الملك محمد الساس، مشيرة إلى أن الملك قد وافق على دعوة الرئيس البشير لزيارة الخرطوم. وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق صلاح الدين مزوار، قد زار العاصمة السودانية الخرطوم، في يوليوز الماضي، حيث التقى بالرئيس السوداني عمر البشير، وسلمه دعوة من الملك محمد السادس لزيارة المغرب.