تم مساء أمس الأربعاء، افتتاح الدورة السابعة لمهرجان العرائش الدولي للثقافة والفنون والتراث، بمشاركة نخبة من الفنانين والمثقفين والرياضيين والفاعلين الجمعويين من المغرب والخارج. ويتميز هذا المهرجان، الذي ينظم تحت رعاية الملك محمد السادس تحت شعار "جهات المملكة جذور تراثية وجسور ثقافية للوحدة الإفريقية"، بمشاركة ستة بلدان هي قطر والسينغال وكوت ديفوار ومالي والغابون ومدغشقر إلى جانب المغرب. وفي كلمة خلال حفل الافتتاح، الذي جرى على الخصوص بحضور عامل إقليمالعرائش مصطفى النوحي، قال رئيس جمعية عبد الصمد الكنفاوي، المنظمة للمهرجان، السيد محمد العربي الهواري، إن هذه التظاهرة تهدف إلى الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية والتراث اللامادي للمملكة والنهوض بقيم التسامح والتعايش وقبول الآخر رغم الاختلاف. وأبرز الهواري أن هذه الدورة، التي تستقبل جهة العيون- الساقية الحمراء كضيفة شرف، تروم دعم السيادة والوحدة الترابية للمغرب، وتعزيز دور مدينة العرائش كعاصمة للتعايش والمبادئ الإنسانية النبيلة، وفضاء للمزج الثقافي والفني، اعتمادا على تعاقب الحضارات التي عرفتها المدينة. وفي هذا السياق، أشار إلى أن هذه الدورة التي تندرج في إطار الاحتفال بالذكرى ال18 لعيد العرش، تهدف إلى الانفتاح على التراث الثقافي والحضاري لكل جهات المملكة عبر مختلف مشاربها بما فيها مسرح الشارع، والتبوريدة، والفولكلور الإفريقي، والغناء الشعبي المحلي، والشعر وكذا مسابقات رياضية للقنص والرماية، وإلى تعزيز الإشعاع الاقتصادي والسياحي لمدينة العرائش. من جهته، قال رئيس المجلس الإقليمي للعرائش مصطفى شنتوف إن هذا الحدث الذي أصبح موعدا ثقافيا سنويا لا محيد عنه للنهوض بالمجالين الفني والسياحي ، يشكل فضاء لتقريب زوار مدينة العرائش من التراث والرأسمال اللامادي الذي تزخر به المنطقة ولتعزيز ارتباط المغاربة بجذورهم وهويتهم الوطنية. من جانبه، قال رئيس الجمعية القطرية للقنص، السيد علي بن خاتم محمد المحشادي، الذي يشارك للسنة السادسة على التوالي في هذه التظاهرة، إن هذا اللقاء يشكل مناسبة للنهوض بتلاقح التراث الثقافي والحضاري للمغرب وقطر وتشجيع رياضة الرماية والقنص ومسابقة الصيد بالصقور وبالسلوقي. وسيتم الرفع من عدد الجوائز المخصصة لمسابقة الصيد بالسلوقي، هذه السنة، إلى 10 مقابل 3 التي كانت مخصصة للدورة السابقة، وذلك لتشجيع هذا النوع من الرياضة. وسلط رئيس جمعية غوث مخيمات تندوف، إسماعيلي سيدي محمد الشيخ، الضوء على التنمية السوسيو- اقتصادية التي تشهدها منطقة الشمال عموما وإقليمالعرائش على وجه الخصوص، مضيفا أن هذه التظاهرة ترمي إلى إبراز التقاليد والتنوع الثقافي للأقاليم الجنوبية. وتخلل هذا الحفل عرض موسيقي للفنان المغربي حميد الحضري، الذي استقطب اهتمام الجمهور بفضل مقاطع من الريبرتوار الموسيقي المغاربي. كما تميزت هذه الأمسية بالأداء الرائع للفنانة سعيدة شرف التي أتحفت الحضور بعدد من أجمل الأغاني المغربية والعربية. واقترحت هذه التظاهرة على زوارها عرضا فكاهيا للفنان الكوميدي "ميميح" تناول فيه مواضيع مختلفة بطريقة فنية ساخرة. وتشمل هذه التظاهرة، التي تتواصل فعاليتها إلى غاية يوم الأحد المقبل، تنظيم أنشطة مختلفة فنية ورياضية بمختلف فضاءات المدينة بهدف إبراز التراث المتنوع والجذور التاريخية والحضارية العميقة للمنطقة. ويتعلق الأمر بتنظيم مسابقة وطنية في الرمي بالقوس والسهم يشارك فيها أبطال العالم في هذا التخصص، ومسابقات رياضية أخرى ترمي إلى تعزيز الإشعاع الرياضي وجاذبية وجهة العرائش. كما تتضمن هذه التظاهرة، التي شهدت أول أمس الثلاثاء تنظيم الكرنفال الدولي للعرائش للثقافة والفنون والتراث، دورة تكوينية ينشطها المجلس الوطني لحقوق الإنسان وعروضا موسيقية سينشطها فنانون مغاربة وأجانب كحاجي سريفي وسعيد الصنهاجي وصفاء وهناء ومجموعة موسيقية لفن الفلامنكو، فضلا عن فنانين أفارقة.